يعتبرها البعض قرية نائية ومهملة في محافظة الدقهلية، ولا يقيمون له بالاُ ولكن الحقيقة أن تلك القرية كان لها مكانة كبرى عند المصريين، فهي القرية التي إجتمع عندها إلهي الشمس 'رع' والموتى 'أوزير' ومقر حكام مصر الذين قاوموا الفرس، وستحكي السطور القادمة قصة قرية تل الربع.
تبلغ مساحة تل الربع حوالى ٢٣٩ فدانا، وكانت تمتد حتى تل آثار 'تمى الأمديد' الذي كان يعتبر جزءا منه، ولكن الأرض الزراعية ومساكن قرية 'كفر الأمير عبد الله بن سلام'؛ قد فصلت التلين، وأصبحت المسافة بينهما لا تتعدى عدة مئات من الأمتار.
تل الربع
وتمثل تل الربع عاصمة الإقليم السادس عشر من أقاليم مصر السفلى، وتعتبر من أهم المناطق الأثرية في الوجه البحرى، وكانت مقرا لحكم الأسرة التاسعة والعشرين، والتى حكمت مصر قرابة عشرين عاما، وأول ملوكها 'نفربتس' أو 'نايغ، عاو رود،'، والذي كان له دور فى مقاومة الفرس.
وفى العصور المبكرة، كانت تل الربع يسمى 'عانبت'، ثم أصبحت 'جدت' وكانت مقرا لعبادة المعبود 'أمون رع' فى صورة الكبش المقدس، والذى يصور رأس كبش وجسم آدمى، يعرف باسم 'دا نب جدت'، وقد ظهرت 'جدت' فى قائمة الأقاليم المسجلة على المقصورة البيضاء فى الكرنك، والخاصة بالملك 'سنوسرت الأول' كعاصمة للإقليم السادس عشر، أى الكبش 'سيدمنديس' وهو نفس الإقليم الذي عبدت فيه الآلهة 'كان محيت'، ومن المحتمل أنها كانت المعبودة المبكرة لهذه المنطقة، والتي كانت رمزا لمهنة الصيد أو مجتمع صيد الأسماك.
تل الربع
وقد ذكرت' منديس' فى نصوص التوابيت على أنها المكان الذى تعيش فيه' البا' وقيل إن 'رع' و'اوزير' قد التقيا فى 'منديس' وهناك أصبحا' البا المتحدة 'وجاء أيضاً أن المعبود ' اوزير' كان ينتقض هذا الكبش، ومن ثم أصبح يطلق عليه' بانب جد' اى ' الكبش: ' الكبش سيد جد' و' جد' هى الرمز المقدس المعبود، 'اوزير'.