لم تكن قصة الحب التي عرضها فيلم تايتانيك هي قصة الحب الوحيدة على متن السفينة، لأن تاينتانيك شهدت قصة حب أخرى هي لزوجين لم يكونا في ريعان الشباب كما جسدها الفيلم، بل كانا في نهاية عمرهما واختارا أن ينهيا حياتهما معا، حيث فضلا الحب على النجاة من داخل السفينة الغارقة، وتوضح السطور القادمة قصة حبيبين فضلا الغرق مع تيتانيك عن الفراق.
من هو بطل القصة
إيزيدور شتراوس
كشف أيمن فؤاد أبو الروس صاحب كتاب 'تايتانيك سفينة الغرائب'، أن حبيبين فضلا الغرق مع تيتانيك عن الفراق الثري إيزيدور شتراوس (6 فبراير 1845-15 أبريل 1912)، كان دور البطولة لرجل أعمال أمريكي من ولاية بافاريا ، وسياسيًا وشريكًا في ملكية متجر ماسي مع شقيقه ناثان، كما خدم لأكثر من عام بقليل كعضو في مجلس النواب الأمريكي، مات مع زوجته إيدا في غرق سفينة الركاب تيتانيك.
ولد إيزيدور شتراوس في أتربرج في بالاتينات السابقة، ثم حكمتها مملكة بافاريا، كان الأول من بين 5 أطفال لعازر ستراوس (1809-1898) وزوجته الثانية وابنة عمه سارة ستراوس (1823-1876)، كان أشقاؤه هيرمين (1846-1922) وناثان (1848-1931) وجاكوب أوتو (1849-1851) وأوسكار سولومون ستراوس (1850-1926).
في عام 1854 هاجر هو وعائلته إلى الولايات المتحدة بعد والده لعازر الذي هاجر قبل ذلك بعامين، واستقروا أولاً في كولومبوس جورجيا، ثم عاشوا في تالبوتون جورجيا، حيث لا يزال منزلهم موجودًا حتى اليوم، كان يستعد للذهاب إلى الأكاديمية العسكرية الأمريكية في ويست بوينت عندما منعه اندلاع الحرب الأهلية الأمريكية من القيام بذلك، في عام 1861، انتخب ضابطًا في وحدة عسكرية كونفدرالية ولكن لم يُسمح له بالخدمة بسبب شبابه، وفي عام 1863 ذهب إلى إنجلترا لتأمين السفن لتشغيل الحصار.
ثري عصامي
تحول حال ستروس بعد الحرب الأهلية، حيث أقنع لازاروس رولاند هوسي ميسي مؤسس Macy's، بالسماح لـ L. Straus & Sons بفتح قسم للأواني الفخارية في الطابق السفلي من متجره، التي أصبحت قسم الزجاج والصيني في Macy's. في عام 1888، وأصبح هو وناثان ستراوس شريكين في شركة Macy's، وبحلول عام 1896 حصل إيزيدور وشقيقه ناثان على الملكية الكاملة لشركة آر إتش ماسي وشركاه.
مشهد خالد
زوجان تيتانيك
وأكد أبو الروس في كتابه 'تيتانيك سفينة الغرائب'، أنه كان المشهد الأخير في حياة ستروس هو ما خلد اسمه في التاريخ، فهي قصة حبيبين فضلا الغرق مع تيتانيك عن الفراق، فمن ضمن هذه المواقف الإنسانية الجميلة التي برزت أمام شبح الموت، هو تشبث بعض الزوجات بأزواجهن ورفضهن مغادرة السفينة عند مجيء دورهن في الانتقال إلى قوارب النجاة، وكان أروع مثل شهدته السفينة لهذا الوفاء العظيم، هو ما عبرت عنه أيدا ستروس، زوجة الثري الكبير ايزدور ستروس، والتي عادت مرة أخرى، إلى ظهر السفينة.
ولم تمضي دقائق بعد دخول أيدا إلى قارب النجاة، لتحضن زوجها وهي تبكي قائلة: 'لقد عشنا معا سنوات طويلة، لا يمكن أن أرحل بدونك، سوف أمضي حيث تمضي'، وذهب الاثنان معاً ليجلسا في ركن هادئ بعيد، وأخذا يرقبان ما يجري حولهما في انتظار القرار الأخير لنهاية مصيرهما المشترك.