لم يكن مقتل الطفلة الأوغندية موجونى سيماتا على يد قردة شمبانزي مجرد حادثة منفردة، بل تروي تاريخ طويل مع الحيوان الأليف الذي يألفه الأطفال ويحبون اللعب معه، ولكنه في حقيقة الأمر يقوم بخطف الأطفال وقتلهم، وتروي السطور القادمة التاريخ السري الذي يوضح قتل القردة للأطفال.
كشف ديفيد كوامن، المتخصص في علوم وطبيعة ومؤلف خمسة عشر كتابًا عن الطبيعة، وصاحب عمود بعنوان 'أعمال طبيعية' لمجلة أوت سايد الأمريكية المتخصصة، أن تقارير الشرطة من بلدة 'موهورو' التى توجد فى ضاحيتها قرية كياماجاكا في أوغندا التي تروي مئات العوائل، أفادت بحدوث هجمتين للشمبانزي على الأطفال خلال عام ٢٠١٧، ففي يوم ١٨ مايو من ذلك العالم اختطفت قردة الشمبانزي طفلة تركب دراجة تدعى 'ماكولاتي روكنودو' في حقل ذرة أثناء عمل أمها فيه، حيث تمكن حشد من الأهالي ومعهم رجال الشرطة من تتبع القردة إلى قمة غابوية حيث وجدوا الطفلة الصغيرة جثة هامدة في بركة من دمائها، وبعد ٥ أسابيع اختطفت مجموعة من الشمبانزي لعلها كانت المجموعة السابقة نفسها صبيا في ربيعه الأول من بستان منزلي آخر، وهو على مقربة من أمه، عندها طاردت مجموعة من أبناء القرية تلك القرد إلي أن طرحت الطفل أرضا ونجا من الحادثة، وتوالت أحداث من ذلك القبيل في المنطقة.
'طفل من ضحايا الشامبانزي
وترد روايات عن تلك الشاكلة المربعة نفسها في غرب أوغندا، فيوجد طفل قتله قرد شامبانزي في مزرعة لقصب السكر في كاسونغوري، علم ٢٠٠٦ وأربعة اعتداءات للشمبانزي على الأطفال أسفرت عن مقتل طفل واحد بالقرب من محمية بودونوغو الغابوية في مكان أبعد شمالا، وثمانية اعتداءات في تسعينات القرن الماضي ارتكب سبعة منها في الغالب على يد شامبانزي واحد مارق في منتزه كيبالي الوطني.
وتشمل تلك الحالات في معظمها قردة هوجاء، في لحظة مشؤومة بعينها، لا حيوانات اعتادت قتل البشر، وحدث ذلك في أماكن أخرى ضمن نطاق وجود الشمبانزي في أفريقيا مثل حادثة سيئة الذكر وقعت في منتزه غومبي ستريم الوطني في تنزانيا، حيث أجرت عالمة الرئيسيات الشهيرة جين غودال بحوثها بعد أن اختطف ذكر شامبانزي بالغ طفل وقتله في عام ٢٠٠٢.
ليس بنو البشر وحدهم من يواجه حياة صعبة إذ وقعت حالات قتل لقردة الشمبانزي كذلك لأسباب انتقامية أو دفاعية، على الرغم من القانون والعرف السائد في غرب أوغندا فهم أناس ضعفاء ويخشون على أولادهم، ففي أواخر عام ٢٠٠٨ قتل ذكر شامبانزي برمية رمح، وضربت أنثى يافعة بالعصا والحجارة حتى النفوق، وتتجلى كل هذه الصراعات في مكان يدعى بولندي حيث تخضع التفاعلات المتوترة بين البشر والشمبانزي.
ناجية
لم يكن التعافي سهلا على أيدي 'أتوهير' فتاة حيث اختطفها قرد على شجرة، حين كانت صبية في الرابعة من العمر في قرية 'موكيتشانغا'، أحدث القرد جرحا شديدا في رأسها وكسر ذراعها كسرا شديدا اضطر إلى بترها، اتوهير يتيمه الأبوين ويعيش إخوتها في مكان بعيد، وما من أحد يساعدها سوى خالتها في بعض الأحيان.