سطر القرآن الكريم قصتها وجعلها عقابا لبني إسرائيل عندما عصوا أمر ربهم إنها هضبة التيه، التي كانت عذابًا لبني إسرائيل، وحماية لحدود مصر وأحد آيات الجمال الكائنة على أرضه.
وفسر ابن كثير في كتابه البداية والنهاية دخول بني إسرائيل إلى التيه، بأنه بعد رفضهم قتال الجبارين في فلسطين، ومع كثرة اجتماع بني إسرائيل على موسى في الخصومات التي تقع بينهم، فأشار على موسى أن يجعل على الناس رجالًا أمناء أتقياء أعفاء، يبغضون الرشاء والخيانة، فيجعلهم على الناس رؤوس مئين، ورؤوس خمسين، ورؤوس عشرة، فيقضوا بين الناس، فإذا أشكل عليهم أمر جاؤوك ففصلت بينهم ما أشكل عليهم، ففعل ذلك موسى عليه السلام.
واكد أبن كثير، أنه دخل بنو إسرائيل البرية عند سيناء في الشهر الثالث من خروجهم من مصر، وكان خروجهم في أول السنة التي شرعت لهم، وهي أول فصل الربيع، فكأنهم دخلوا التيه في أول فصل الصيف، والله أعلم، ونزل بنو إسرائيل حول طور سيناء، وصعد موسى الجبل، فكلمه ربه، وأمره أن يذكر بني إسرائيل ما أنعم الله به عليهم، من إنجائه إياهم من فرعون وقومه، وكيف حملهم على مثل جناحي نسر من يده وقبضته، وأمره أن يأمر بني إسرائيل بأن يتطهروا، ويغتسلوا، ويغسلوا ثيابهم، وليستعدوا إلى اليوم الثالث.
هضبة التية
كشف سيد صابر على، أستاذ السياحة بمعهد سيناء العالي للسياحة، أن هضبة التيه وتقع فى وسط جزيرة سيناء شمال المرتفعات الجنوبية، ويبلغ متوسط ارتفاع هذه الهضبة حوالى ٨٠ متر فوق سطح البحر، وهى تنحدر من وسط سيناء نحو الشمال، ولقد ترتب على ذلك أن تصريف المياه اتخذ نفس الاتجاه من وسط شبه جزيرة إلى البحر المتوسط.
وأكد علي في كتابه 'معالم مصر الحديثة'، أنه تقطع الهضبة اودية تمتد من الجنوب إلى الشمال كونتها مياه الأمطار، واهم هذه الوديان وادى العريش وله روافد كثيرة تجمع معظم مياه الامطار التى تسقط من الهضبة، ويصب الوادى فى البحر المتوسط بالقرب من العريش، ولقد أقيمت مشروعات لتخزين مياه الأمطار فى هذا الوادى تستخدم فى اغراض الرى فى المنطقة الشمالية لشبه الجزيرة.
هضبة التيه
ورغم أن سطح هضبة التيه اقل ارتفاعا وتضاريسها أقل تعقيدا من المرتفعات الجنوبية ما يجعل عبورها أمرا من أشق الامور، إلا أنها أيضا ليست سهلاً منبسطة يسمح بالانتقال السهل المريح، فهى هضبة تأثرت بعوامل جغرافية مختلفة، ولقد حددت هذه العوامل طرق الانتقال عبر مرات تقطع هذه الهضبة طولا وعرضا.
هضبة التيه
ولذلك أصبح التحكم فى هذه الممرات له طبيعة استراتيجية بالغة الأهمية بالنسبة لمصر، فعند مداخلها الشرقية يبدأ أهم خط دفاع استراتيجى لبلاد وقوع هذه المداخل فى ايد معادية لمصر يشكل خطراً كبيراً على أمنها ولذلك تردد اسم هذه الممرات كثيرا فى خلال الحروب التي وقعت بين مصر وإسرائيل وخاصة بعد استيلاء الأخيرة عليها فى حرب ١٩٦٧، كما ظهرت أهميتها أيضاً بعد حرب أكتوبر سنة ١٩٧٣ إذ دار حول السيطرة عليها وتحصين مداخلها جدل كبير خلال مفاوضات فك الاشتباك التى أعقبت حرب ١٩٧٣ التى وضعت اقدام المصريين على أرض سيناء شرق قناة السويس