في ذكرى مولده الشريف.. كيف كانت صورة الرسول في عيون امرأة رأته؟

الرسول وصفته
الرسول وصفته

تأتي اليوم ذكرى مولد الرسول صلى الله عليه وسلم، متزامنة مع ما انتشر في الفترة الماضية الرسوم المسيئة للنبي، والتطاول عليه ودفاع الرئيس الفرنسي ماكرون عن تلك الرسوم بدعوى حرية التعبير، مما جعل الكثيرين يتساءلون عن صورته صلى الله عليه وسلم الحقيقية وجمال خلقه، ولعل كانت أبرز الصور والوصف للنبي الذي وصفته امرأة في وسط الصحراء لم ترى النبي إلا مرة واحدة ولم تكن قد أسلمت وقتها حين مر عليها أثناء طريق الهجرة وأصحابه يسألون عندها شيئ، وتكشف السطور القادمة عن كيف كانت صورة الرسول في عيون تلك المرأة التي رأته لمرة واحدة.

مرور النبي وأصحابه على ام معبد

وصف الرسول صلى الله عليه وسلموصف الرسول صلى الله عليه وسلم

كشف صفي الرحمن المباركفوري في كتابه الرحيق المختوم، عن أحداث الهجرة النبوية الشريفة، عن حداثة تسمى بحادثة أم معبد، عندما مر الرسول صلى الله عليه وسلم على خيمتي أم معبد وكان موقعهما بالمشلل من ناحية قديد على بعد نحو 130 كيلو من مكة، وكانت أم معبد امرأة برزة جلدة تحبي بفناء الخيمة، ثم تطعم وتسقي من مر بها، فمبر بها الرسول صلى الله عليه وسلم وسيدنا أبا بكر الصديق، فسألاها هل عندها شيئ، فقالت والله لو كان عندنا شيئ ما أعوزكم، القري والشاه عازب.

حلب الشاة

وأكد المباركفوري فيما رواه عن السيرة النبوية، أنه نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد شاة في نهاية الخيمة، أخبرته أم معبد أنه ليس بها لبن، فسمي الله ودعا ثم مسح ضرعها وحلبها وجاء بإناء لها يسقى عدد من الناس وشربت أم معبد ثم سقى أصحابه ثم شرب، ثم حلب مرة ثانية حتى ملأ الإناء حتى رحلوا.

إجابة ترسم وصفًا

جاء زوجها أبو معبد يسوق أعنازًا عجافًا يتساوكن هزلاُ، فلما رأى اللبن عجب، وسأل عن مصدره فأخبرته بقصة الرجلين، وقالت أنه مر بنا رجل مبارك كان من حديثه كيت وكيت، ومن حاله كذا وكذا ، فقال إني والله أراه صاحب قريش التي تطلبه، صفيه لي يا أم معبد.

وصف الوجه

جاءت أفضل صورة رسمت للرسول عبر أوصاف أم معبد للنبي والتي نقلتها لزوجها، ولا توجد في السيرة النبوية بيان عن صفاته 'صلى الله عليه وسلم' أكثر مما وصفته تلك المرأة. 

وجاء من الأوصاف التي ذكرتها أم معبد، عن وجهه، ظاهر الوضاءة، والوضاءة أي الجمال، أبلج الوجه، أي مشرق ومضيئ، حسن الخلق، لم تعبئة ثلجة، أي كبر البطن أو كبر الرأس، ولم تزر به صلعة، والصلعة هي صغر الرأس وقيل ذهاب الشعر من مقدم الرأس، قال في لسان العرب: الصلع ذهاب الشعر من مقدم الرأس إلى مؤخره وكذلك إذا ذهب وسط، وسيم قسيم، أي الحسن الجميل.

وصف عيني النبي

واستكملت أم معبد أوصافها عن عيني المصطفى صلى الله عليه وسلم، قائلة: 'في عينية دعج، ودعج هو شدة سواد الحدقة، وفي أشفاره وصف، أي في شعر اجفاه طول، وفي صوته صهل، أي بحه يسيرة، وفي عنقه سطع، أي طول، وفى لحيته كثافة، أحور، أي شديد بياض العينين في شدة سوادهما، اكحل، أزج، أي متقوس الحاجبين أقرن، ملتقى الحاجبين بين العينين شديد سواد الشعر'.

وصف حديثه

وتحدثت أم معبد عن صوته قائلة، إن 'صمتَ فعليه الوقار، وإن تكلم سَمَا وعلاه البهاء، أجمل الناس وأبهاه من بعيد، وأحسنه وأجمله من قريب، حلو المنطق، فصل، لا نزر ولا هَدر، وكأن منطقه خرزات نظم تَنحدر'، أي أن كلامه وسط ليس بالقليل ولا بالكثير.

وصف طول الرسول ومكانته بين أصحابه

كما وصفت طوله قائلة :'رَبْعَة أي بين الطول والقصر، لا تشنؤه من طول، ولا تقتحمه العين من قِصر، غصن بين غصنين، فهو أنضر الثلاثة منظرًا'، تقصد أبا بكر، وابن أريقط؛ لأن عامر بن فهيرة كان بعيدًا عنهم يعفى آثارهم، أحسنهم قدرًا، له رفقاء يحفون به، إن قال أنصتوا لقوله، وإن أمر تبادروا إلى أمره، محفود أي يخدمه أصحابه ويسارعون إلى إمتثال أمره، محشود أي يجتمع إليه الناس، لا عابس ولا مُفنّد أي كان باشّاً جميل المعاشرة لا يهجن أحدا أو يستقل عقله بل كان يوقّر الناس جميعًا.

WhatsApp
Telegram