ظهرت مقبرة إسلامية في بلدة (Zaragoza) بالشمال الشرقي الإسباني، والبالغ عدد سكانها 7 الآف مواطن إسباني، وذلك أثناء عمليات لحفر نفق أسفل الأرض في البلدة.
ووصفت المقبرة بكونها استثنائية ومذهلة، بخلاف كونها إحد أقدم المقابر في إسبانيا على الإطلاق، وتم الإعلان عنها بوجود 400 قبر فيها على الأقل، جميعهم لمسلمين عاشوا في مدينة الأندلس ما بين القرن الثامن والحادي عشر ميلادي، حيث دل على وجودهما بمنطقة 'أراغون' وجود تحول كبير في ديانات المواطنين فيها إلى الإسلامية، كما اعتقد المؤرخون أن التحول من مختلف الديانات للدين الإسلامي في تلك المقاطعة قد انتشر سريعا وبدون عناء، بحسب ما نقلت وسائل إعلام محلية أبرزها صحيفة 'El Español'.
وظهرت المقبرة أثناء عمليات الحفر للنفق في المنطقة التي كانت قديما تدعى 'ثراغوثة'، وهي أبعد طرف أندلسي بالشمال عن الجنوب في زمن الحكم الإسلامي لثلثي إسبانيا تقريبا.
أما وبخصوص معرفة الشركة بأن تلك المقابر تعود للمسلمين هو سبب حفظ الجثامين بحالة جيدة، كما ترقد الجثامين على الجانب الأيمن، والرأس موجه نحو الجنوب الشرقي للقبلة في مكة المكرمة.
مقبرة للمسلمين في إسبانيا
كما عثرت الشركة مع رفات الجثامين متعلقات صغيرة، مثل الأقراط، كما تمكنوا من فحص الحمض النووي للجثامين، وجائت نتائج معظم الجثامين لأصل أفريقي لهم، كما كان يعتمد هؤلاء بشكل أساسي في أطعمتهم على الحبوب، وبدرجات أقل على اللحوم والأسماك، وكان يأكل الرجال البالغين منهم بشكل أفضل من الشباب، حسبما نقلت الصحيفة نقلا عن البروفيسورة مريام بينا باردوس، عالمة الانثروبولوجيا المعروف بالعلم المختص لدراسة الإنسان.
كما وسبق للشركة أن عثرت على رفات بشرية صغيرة ببداية الحفر، ظنوا حينها أنها مقابر جماعية لمن قضوا بقبل أكثر من 100 عام بسبب وباء الكوليرا الذي تفشى في إسبانيا بالقرن التاسع عشر، ولكن ومع الفحص تبين أنها قبور للمسلمين، حتى جرى تصنيفهم بكونهم يعودوا للعصر الأندلسي الإسلامي بالبداية.