شاهد كثير منا أفلام الإثارة والتشويق، وتأثر بها وتوحد مع أبطالها، ولكن لم يجرب أي منا تنفيذ الفيلم على الواقع، أو تقليد أحد أبطاله، ولكن في الولايات المتحدة يمكن أن يحدث أي شيئ، حيث تسببت أحد أفلام الأكشن في أطول مطاردة عرفتها الولايات المتحدة لمجرم، وتاريخ طويل من تفجير الطائرات والجامعات.
تيد كازينسكي
يعتبر فيلم العميل السري The Secret Agent هو فيلم إثارة سياسي يعود تاريخه للعصر الفيكتوري، كتبه المؤلف البولندي البريطاني جوزيف كونراد، ومؤلفه كونراد ، اشتهر اليوم بروايته الاستعمارية 'قلب الظلام' ، وكان مهتمًا بشدة بالجانب الشرير للطبيعة البشرية، وهو ما ظهر جليًا في فيلمه 'العميل السري' تاذي أثر في التاريخ الأمريكي لعقود.
تيد كازينسكي
تركز رواية العميل السري على رجل يدعى فيرلوك نافر مضى عليه أحد عشر عاماً في خدمة إحدى السفارات يقبض رواتبه من صندوق الخدمة السرية حيث حاولوا مؤخرا إفهامه أنها ليست مؤسسة خيرية، وكان يرسل تقارير لتلك السفارة عن ما يحدث في إنجلترا، ولكن بغد تغير طاقم السفارة خطط مع مجموعة من الأناركيين الروس لهجمات إرهابية في بريطانيا.
تيد كازينسكي
بعد عقود ، انتهى الأمر بهذا الكتاب في أيدي الشاب البولندي الأمريكي ثيودور كاتشينسكي، كان كاتشينسكي رجلاً عبقريًا لكنه مشوه نفسيًا، وقد ارتبط بعمق بإحدى الشخصيات الإرهابية في الكتاب، وشارك في ازدراء هذه الشخصية لتيار المجتمع السائد ، واستعداده لاستخدام العنف لتغييره، مما جعله يستحق لقب مفجر الجامعات والطائرات
تيد كازينسكي
شن كاتشينسكي حملة تفجيرات استهدفت أولئك المرتبطين بالتكنولوجيا الحديثة ، وهو ما كان يحتقره، مما مهد لأطول وأعنف عملية مطاردة في تاريخ الويات المتحدة الأمريكية استمرت لأكثر من عشرين عاما، أشتهر بسبب أسلوب قتله المعتمد على الطرود البريدية المتفجرة محلية التصنيع، استهدف فيها من يقفون وراء صعود التكنولوجيا الحديثة، حيث أراد أن يثبت زيف الحضارة الغربية ورغب بعملياته التفجيرية إلى لفت الانتباه إلى حقيقة التكنولوجيا التي يبتكرها الإنسان وأنها أكبر خطر على حياته على الأرض.
تيد كازينسكي
خلال هذه الفترة ، استخدم اسم جوزيف كونراد كاسم مستعار لتجنب القبض عليه، وفي النهاية قتل ثلاثة أشخاص وجرح أكثر من عشرة أشخاص من عام 1975 إلى عام 1998، حيث أرسل كازينسكي ستة عشر قنبلة على عدة أهداف منها الجامعات وشركات الطيران، وفي 24 أبريل 1995 أرسل كازينسكي إلى صحيفة نيويورك تايمز رسالة وعد فيها إنهاء إرهابه إذا تكفلت الجريدة أو جريدة واشنطن بوست بنشر بيان من خمس وثلاثين ألف كلمة أعده بعنوان المجتمع الصناعي ومستقبله، أو سيستمر في عمليات قتله إذا لم يتم نشر البيان خلال تسعين يومًا