تعرضت للانتهاكات والنزوح وزواج القاصرات..وتنمروا على بسبب استخدامي 'الدراجة'
مفاجأتي في الكريسماس وصول شجرة عيد الميلاد للموصل لأول مرة منذ 2013 وأجهز برنامج تلفزيوني للأطفال
خطيبي الحالي هو ما جعلني أقوى ولا أخاف من مواجهة الكاميرا
لم يترك حلم أن يطرق بابا نويل باب أحدنا في الطفولة أي منا، والكثير سأل لماذا يكون 'بابا' ولا يأتي 'ماما' وتوزع الهدايا على الأطفال، وظل هذا الحلم يراودنا، حتى جاء يوم وسط أكوام الحرب والدمار التي خلفتها وطيس المعارك في الموصل تظهر بسمة أمل جديدة تشرق على الأطفال الناجين واللاجئين والنازحين، وبعد سنوات من حكم المدينة الظلامي على يد داعش ليستيقظ أطفالها على صوت بسكليته من بعيد تحمل شخص يرتدي أحمر ويصدح بالغناء طلع الليل ليكتشفوا أنها ماما نويل جاءت مصطحبه هداياها لتخفف عنهم آلام الحرب، ولذلك قامت 'أهل مصر' بإجراء حولر مع ماما نويل وهي الناشطة الكردية العراقية شيماء العباسي وإلى نص الحوار.
من هي 'ماما نويل'؟
انا ناشطة منذ عام ٢٠١٤، وأعيش في مخيم توجد به أطفال يحتاجون لدعم نفسي فهناك أطفال أيتام وأطفال متلازمة داون وأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة
كيف بدأت قصتك مع الأطفال؟ وما هي معاناتك التي أدت للإهتمام بهم؟
انا حرمت من الطفولة وكنت أحب أن ألعب وأكمل دراستي ولكن حرمت منها بسبب ظروف كانت قاسية جدا، أولها أخيها كان يعاني من مرض كان الدافع الذي جعلها عندها طريقة خاصة مع الطفل، هو أخي الذي ربيته على يدي، كانت امي مريضة وكنت أستخدم معه أسلوب من أجل أنه من أطفال متلازمة داون، وهي نوعية من الأطفال التي تحتاج لرعاية وأهتمام خاص، والوضع المادي صعب جدا، وكنت طالبة في وقت من الأوقات، حاولت أن تسعد هذا الطفل، وظلت مع هذا الطفل حتى موعد النزوح من جبل سنجار، وكررت بوضع صعبه كوني نازحة من هناك، وانا من الأشخاص التي تعرضت للإنتهاكات في عمر 16 عام وكان لا تزال طفلة، وسكني بالمخيم كانت نفسيا وجسديا متعبة، بالإضافة إلى أنها ترى الأطفال وأخيها كانوا يحتاجوها حيث كانت تلعب معهم بالبداية،
كيف جاءت فكرة ماما نويل؟
ماما نويل
توجد منظمات مثل سيف ذا تشيلدرن أو أنقذوا الأطفال، وهي منظمة تختص بالطفل، وسألتها ما اسمها وهي من اين وكيف تدمج الأطفال للعب مع اخيها، وجاءت الفكرة في نهاية 2014 كنت نفسيا متعبة، وعندما جاءت 2015 فطرحت على المنظمة أنه لماذا بما أنه توجد هدايا توزع على الأطفال كفقرة ترفيه على الأطفال أن تلبس ميكي ماوس أو دبدوب، أو تكون ماما نويل ولماذا فقط يوجد بابا نويل، و عجبتهم الفكرة واحبوها، ولكن لم تطبق عن طريق المنظمة وإنما عبر الفريق التطوعي، لأن المنظمة كانت تحتاج لتقارير وأمور ووقت أكبر، وكان الوقت اقترب على رأس السنة، وبصراحة الأهل والعادات والتقاليد منعتها من النشر أو تتحدث بهذه الأمور، وظلوا يتحدثون عن الحرام والحلال، وأمور أخرى، واجهت صعوبات، ولكني اشتغلت بهذه الفقرة وتجمع تبرعات من الناس و اشتري هدايا من الناس وتوزعها، استمرت 4 سنوات بدون نشر
متى بدأت الفكرة تظهر للعلن وكيف بدأت التصوير؟
ماما نويل
وكنت مترددة في البداية كوني امرأة منفصلة وأقوم بتلك الفقرات، ولكن جاءتني الشجاعة منذ 2018 أنها في 2019 أنها ستصور، وكانت التجربة الأولى لها انها وافقت على التصوير في سبيل أنها تحصل على دعم أكبر وتساعد أطفال أكثر، وكنت أطلب أن يسمعني المتبرعين بهدايا بسيطة لمساعدة الأطفال ورسم البسمة على وجوه هذه الأطفال، وبعد فترة وبعد أن حكيت كإحدى قصص نتفليكس العالمية، نجحت القصة وصار الكثير من البنات نعمل هذه الفقرة، كامرأة تتحدى العادات والتقاليد وتقوم بعمل فقرات للأطفال ومسرح وفقرة ماما نويل.
هل تعرضت لضغوط وصعوبات أثناء تقديمك لـ'ماما نويل' من المجتمع؟
ماما نويل
بعد هذه الواقع وضغوطات الأهل حتى أني تعرضت للعنف بسبب انها تقوم بتلك الفقرات، وأنه بالنسبة لهم حرام وعيب ولا يصح عن تشارك الأفراد الآخرين، لكن أنا حكيت مع الكل أن هذا هو شيئ إيجابي وينشر الامل والمحبة والسلام وكلنا شخص واحد لا يوجد فرق، سابقا كنت اخاف من النشر في وسائل التواصل الاجتماعي بسبب العنف الموجه ضدها والأهل يضغطوا علي، تحولت حياتي لاني كنت تزوجت زواج قاصرات وكنت مع شخص يضغطني ولا أحبه، أنا الآن خطبت لشخص يدفعني ويقويني ويقول للأهل اتركوها تقوم بعملها الإنساني.
كيف تحول برنامجك بسبب كورونا والأنشطة التي تقدميها؟
ماما نويل
وبداية أزمة كورونا صارت مشاكل اكبر ولا نستطيع أن نجمع أطفال اكثر، ولكن نستهدف أطفال أكثر ونجمعهم بنوادي ومنظمات فأصبحنا نمر على المنازل ونطرق باب بيت بيت، ولكن بسبب كورونا غيرت الفكرة فأصبحت اعطي توعية عن كورونا وتحكي عن التباعد الاجتماعي وأوزع الكمامات والماسك وكل الامور لسلامة الأطفال ثم احكي قصة وأقوم بفعاليات تخصهم، لكن استمررت في فقراتي كل يوم، أعمل فعالياليتين ونوزع هدايا على الأطفال تصل أحيانا الي 100 هدية، أو 80 هدية في اليوم،
هل بالفعل تتعرض للتنمر بعد إنتشار صور توزيعك للعب الأطفال بالموصل؟
ماما نويل
بالفعل، تعرضت التنمر في وسائل التواصل الاجتماعي لوجود أشخاص لا يتقبلوا الفكرة نحن مجتمعنا من فئات وأقليات متنوعة، انا لا يوجد لدي سيارة خاصة فألف بالدراجة أو البسكلتة، فتنمروا على بسبب ذلك، وبعد هذه الفقرة صارت خطورة على كامرأة.
ما قصة تكريمك دوليًا؟
هذا حدث لأني اندمجت في منظمات للعمل النسائي ومنظمات دولية تخص المرأة وحصلت على جائزة دولية من لندن مثلت العراق فيه،
نريد أن نعرف قصة فريقك وهل يوجد أكثر من 'ماما نويل'؟
ماما نويل
عندي فريق من النساء مكون من 184 فتاة، ليشاركوا في أنشطة رياضية وفي نشر الامل والإبتسامة وحل النزاعات وكل الفتيات التي تدريبهم من 14-25 سنة يرسموا على وجوه الاطفال البسمة لماما نويل ليست شيماء فقط هناك نسخ من شيماء وأوجه لهم التحية، فيوجد فريق السلام وفريق لمسة امل وفريق فكر قبل أن تنشر وهي فرق تطوعية تنشر الأمل، ويعد هذه الفقرات صارت الأشخاص والنساء أو حتى وحدك تقومي بصنع بابا نويل والبيئه وتأخذي تبرعات من الأشخاص وتوزيعها على الأطفال ونجحت في العراق وصارت عالمية.
هل يوجد فعلاً شخص له دور في دعمك ومواصلة مسيرتك رغم الصعوبات؟
نحن في وقت صعب، ولكن الداعم هو شخص ناشط خطبت له وهو معي بكل خطوة وسيساعدني وسيحاول يوصل صوتي وصوت كل مرآة وهذا الشخص هو ما جعلني أن أكون اقوي وأصبحت 2020 أفضل سنة في حياتي، ولم أعد أخاف احكي بالكاميرا، وهو تحدث مع أهلي ومع الأقرباء أنه لا أحد يتحدث مع شريكة حياتي هي ملكي أنا، وأحمد الله أن صوتي وصل عالميا.
ما قصة برنامج 'ماما نويل'؟
ماما نويل
قناة ر.س.م وهي قناة في الموصل ستقدم برنامج عنوانه 'ماما نويل' وهو برنامج تثقيفي وتوعوي وتظهر مواهب الأطفال، وسأقدم مسابقات أيضًا للأطفال..
كيف ترين صوتك الجميل في أغاني الأطفال؟
بالفعل طلبوا مني تقليد الأصوات في مواقع التواصل الاجتماعي وبعض الجهات طلبت أن أقوم بصوتي بكارتون.
ما هي مفاجأة 'ماما نويل' في العام الجديد؟
يوجد ضغوط علي حيث أقدم فقرتين في اليوم، وأوزع الهدايا على الأطفال، لأول مرة في الموصل منذ عام ٢٠٠٣ ستأتي شجرة عيد الميلاد أو شجرة الكريسماس مع ماما نويل
ما هي أمنية ماما نويل في 2021؟
انا وسعت النشاط بالعراق ونشرت الفكرة في محافظات في العراق، وأفكر في الوقت اللاحق أن أنشر الفكرة في سوريا ومصر وأفكر في عمل فريق مصري وكثيرات من مصر تواصلوا معي لتنفيذ الفكرة، واريد ان تكون هناك أكثر من 'ماما نويل' في مصر وسوريا
الموضوع في العدد الورقي
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
