الغياب ليس خطأهم ، نحن الذين أخطأنا كثيرًا..
وهذا العبث لم يكن لعبة القدر الأولي ولم تكن الأخيرة أيضًا..
ولا هي محاربة الظروف لنا..
كل ذلك هو شماعة نعلق عليها خيبتنا..
نحن الطرفين المشتركين في كل شئ، في كل غياب بيننا، وكل بعد وقسوة نشعر بها الاآن، نحن المشتركين في الوجع الذي يسكن ثنايا قلبنا..
أنا وأنت المظلومين والمذنبين في نفس الوقت..
أتيت متأخرًا رغم أنك الآن مهرولًا جدًا للقرب مني..
ورغم أنني رحلت منك ببطئ إلا أنني في الواضح لم أنتظرك كافيًا..
ولكن لو كنت أعلم أنك ستعد، لكنت إنتظرتك للأبد..
سمعت يومًا شخص يقول: "عذررًا أقبح من ذنب"؛ فكيف إن كان الذنب عذرًا؟
وكيف يقبل العذر ويغفر الذنب الآن؟
ياشريك وجعي وحبي نحن المظلومين والظالمين أيضًا..
نحن المحرومين والحارمين، إنها المعادلة الصعبة.. والنقطة الجامدة..
كنت أتمني أن يحدث كل شئ بشكل آخر..
كنت أتمني أن تأتي لي وأنا فارغة من كل شئ وممتلئة بك فقط..
كنت أتمني أن تأتي وأنا أقصي قيودي مجرد أشغال تبعدك عني وتحليلي لغموضك..
كنت أتمني أن تأتي وأنا بمنتهي النشاط والحيوية لتقبل الحياة..
وأنا علي الإستعداد التام، أنتظرك، أنتظر مجيئك فقط..
كنت أتمني أن تأتي وأنا كل ما بداخلي منك وإليك ليس هناك شئ أخر..
كنت أتمني أن تأتي وأصابعي فارغة..
كنت أتمني أن تأتي وأنا ممشوقة القوام..
علامات الأمومة التي تحتل بعض مني تؤلمني كلما نظرت إليها وأنا أتخيلك..
كنت أتمني أن تكون هذة علامات طفلتنا الأولي أنا وأنت..
كنت أتمني أن تكون أول وأخر من إستنشق عطري..
كنت أتمني أن عذرية مشاعري بأكملها تكون ملكك أنت فقط..