أثارت صورة غصن زيتون تثير الجدل على السوشيال ميديا بين السوريين، حيث قامت الناشطة السورية من إدلب ربا حبوش التي نشرت صورة لها وكتب عليها عبارة 'أنا زيتونة من إدلب واليوم أزرع الزيتون في عفرين'، وهذه العبارة التي لاقت استنكارا من الكثير من السوريين ولاسيما من قبل أبناء عفرين والذين أكدوا من جانبهم وعبر صفحات التواصل الاجتماعي أن هذه الكتابة والصورة تؤكد على التغيير الديموغرافي الحاصل في المدينة تحت إشراف تركي، واستبدال سكان عفرين الأصليين بسكان من محافظة إدلب السورية.
وجاءت أبرز الردود من رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، تأكيدا على تسمية أعمال العناصر المرتبطة بتركيا والدولة التركية ذاتها في المناطق المسيطرة عليها 'الإحتلال'.
عفرين
وأجاب عبد الرحمن قائلاً:'قبل أن تفكري في زرع زيتونة في أرض محتلة وجب إعادة أصحابها إليها فأنتم لا تختلفون عن نظام بشار الأسد الذي يتواطئ مع الإيرانيين، والحال أنكم تعملون تحت راية الإحتلال التركي في عفرين، وهجرتم أكثر من60 بالمائة من أصحاب الأرض وأهلها.
واستكمل مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، أنه يجب أن تكون على ثقة بأن عفرين التي تتنفس بعبق سورية وشموخ تاريخها لن تكون لواء اسكندرون آخر ولا شمال قبرص برغم مايطفو حاليا على سطحها من مآسي ووقع أقدام المحتل وميليشياته، لقد هجرتم إليها سكانًا من مناطق أخرى ضمن الاتفاق الروسي-التركي وكل القوات التي تحتل عفرين لا تختلف عن وطأة إحتلال إيران ومليشياتها لمناطق في سورية العزيزة.
وكشف إبراهيم كابان، الباحث الكردي ورئيس موقع الجوإستراتيجي، أنه بعد أن أصبحت ملفات الجرائم التي ترتكب بشكل يومي في عفرين ورأس العين وخاصة بحق الكرد السوريين من عمليات التهجير والاختطاف والابتزاز، وهناك تقارير دولية تثبت هذه الجرائم، لذا فإن ادوات النظام التركي بدأت تتحرك من اجل التغطية على تلك الجرائم, وخاصة عمليات التتريك الممنهجة لمناطق سورية احتلتها تركيا، وهناك يفرض كافة انواع التتريك بحق السوريين الكرد.
إبراهيم كابان
وأكد كابان في تصريحات خاصة لـ'أهل مصر'، أنه بالنسبة لإرتباط اهالي عفرين بالزيتون فهذه احدى الميزات التي يمتاز بها العفرينين السوريين، حيث إن لهم ارتباط كبير بزراعة اشجار الزيتون وهناك كانت معامل كبيرة لإسخراج الزيت وتجارة الزيتون التي تشتهر بها سوريا قبل الأزمة، كما ان الاحتلال التركي والمجموعات المتطرفة للإئتلاف استولت على مئات المزارع الزيتون واصبحت تتاجر بها.
وأضاف الباحث الكردي ورئيس موقع الجوإستراتيجي، أنه بالاضافة إلى ذلك إن التراجع الكبير في شعبية الإئتلاف والمجموعات المسلحة التابعة للاحتلال التركي، داخل مناطق الاحتلال، نتيجة للممارسات اليومية التي تقوم بها هذه العناصر، فإن الإئتلاف الذي يقوده الاخوان والجماعات المتطرفة كالقاعدة - جبهة النصرة - وبقايا الداعش، يحاولون التغطية على هذه الجرائم، والمتاجرة بورقة المهجرين قصراً، وبالنسبة للعفرينيين فإن شجرة الزيتون جزء من تراثهم الشعبي والكردي.