طوابير من الزبائن تنتظر متلهفة، وعربة بسيطة حولها بعض الأدوات المستخدمة في الطهي ومعدات، تقف خلفها سيدة مصرية أصيلة ذو بشرة سمراء جميلة كأرض مصر، ووجه بشوش وملامح سيدة مصرية مكافحة تعمل وتكد فقط لكسب رضاء زبائنها، الذين يقصدونها من كل مكان .. هنا عربة 'أم أميرة'.. هنا أشهر سيدة تبيع البطاطس وسط القاهرة.
بوجه ضاحك وابتسامة عريضة تنم عن رضا بالحال، قالت أم أميرة إنها تعمل ببيع البطاطس منذ أكثر من 30 عامًا، فهي تحب عملها، وتحاول دائمًا كسب رضاء زبائنها، الذين ينتظرونها لأوقات طويلة لتناول البطاطس من صنع يديها، مضيفة إنها تحب زبائنها كثيرًا وتربطها علاقة ود وحب مع الجميع.
أم أميرة ليس لها مواعيد محددة في العمل فيمكن أن تعمل بعد المغرب ويمكن أن تبدأ عملها في ساعات متأخرة من الليل، وهذا الأمر يزعج زبائنها، الذين ينتظرونها بفارغ الصبر أمام عربتها كل يوم، لتناول البطاطس، لكنهم اعتادوا على ذلك فأصبحوا يمرون من وقت لآخر في شارع هدى شعراوي بوسط البلد، أملًا في أن يجدوها للشراء منها.
وعن سر الصنعة، وتفوقها عن غيرها، والزحام الموجود عندها بصفة دائمة، أكدت أم أميرة أن السر في التعب والجهد الذي تبذله في عملها وحبها لما تفعله وتقديرها لزبائنها وارتباطها الشديد بهم، لافتة إلى أنها دائمًا ما تحاول كسب ثقتهم، ورضاهم عن ما تقدمه أهم شىء بالنسبة لها.
في شهر رمضان تعمل أم أميرة قبل الإفطار وقبل السحور، حيث يقصدها الزبائن للسحور من عندها بتناول البطاطس التي تقدمها، فهي وجبة أساسية في الشهر الكريم بالنسبة للكثيرين من رواد منطقة وسط البلد.