رد فعل فراعنة مصر على موكب المومياوات الملكية.. رسائل من العالم الآخر

موكب المومياوات الملكية
موكب المومياوات الملكية

كان حديث السوشيال ميديا خلال الفترة الأخيرة، هو موكب المومياوات الملكية، والذي يعد من أكثر الأحداث مهابة وجلالة التي تليق في خدمة فراعنة مصر وملوكها.

وانتشرت على السوشيال ميديا عبارات تتساءل عن مدى رضا ملوك الفراعنة عن الحفل المقام لهم، وكيف كان ملوك مصر القديمة يتعاملون مع تكريمهم بعد وفاتهم، وهل توجد جوائز أعدوها لذلك أو عقوبات عن نقلهم.

كشف بيير مونتيه عالم المصريات الفرنسي وأستاذ المصريات والحضارة المصرية القديمة، أن العالم الآخر بالنسبة للمصريين القدماء لم يكن مكان للراحة والسلام، لأنه في الحقيقة كان الميت المصري سواء كان الملك أو نبيل أو حتى أحد عامة الشعب كثير الشكوك والظنون عديم الثقة، فكان الملك يعد الذين يحسنون القيام على المنشأة الجنائزية، فسيقدم لهم كل ما هو خير، وسيمن عليهم امون رع سونتير بحياة طويلة مستقرة وسوف يكافئهم الملك الذي يحكم في عصركم على طريقته، وسوف تمنحون وظائف عديدة فضلا عن وظائفكم وتتسلمونها من ولد إلى ولد ومن وارث إلى وارث، وسوف يدفنون في الجبانة بعد أن تتجاوز أعماركم مائة وعشر سنوات، ويتضاعف لهم القرابين

الملك مرنبتاح

وأكد مونتيه في كتابه'الحياة اليومية في مصر القديمة'، أن الميت في مصر القديمة ميالا إلى الانتقام، كان يخشى اللصوص الذين يجذبهم الذهب والفضة المودعان في القبر، كما كان يخشى اعتداء المارين العديدين، بل كان يخاف أيضا عدم اكتراثهم به وهم الذين كانوا يغامرون بالانتقال بين أرجاء جبانة المدينة الواسعة في الغرب، كما كان يرتاب في الموظفين المنوط بهم صيانة الجبانة، ولذلك فمن كان لا يقوم منهم بأداء واجبه في جد وإخلاص كان الميت يهددهم باشد العقوبات، سوف يسلمهم إلى نار الملك في يوم غصبه، وسوف يغرقون في البحار التي ستبتلع أجسادهم

الملكة حتشبسوت

واضاف مونتيه، أن الميت يهددهم بأنهم لن ينالوا شرف التكريم الذي يمنح لأفاضل الناس، ولن يستطيعوا ازدراد الترابين المعدة للموتي، ولن يسكب أحد عليهم المياه المقدسة من النهر الممتلئ بالماء، ولن يتقلد أولادهم وظائفهم، وتنتهك حرمات نسائهم على مرأى منهم ولن يسمعوا أقوال الملك في يوم سعده، حيث يكون مبتهجا.

WhatsApp
Telegram