اختلف الناس على تحديد هلال رمضان من بلد لأخر، وفي نفس البلد من مكان إلي أخر بحسب الزمان الذي يتم فيه رؤية هلال رمضان وهذا ما حدث في مصر، حيث تبدلت مكان الرؤية من مكان لأخر، ولكن أحد أبرز الأماكن التي كانت لها مذاق خاص لإستطلاع شهر رمضان واندثرت حاليًا هي 'دكة القضاة'.
بدأ تحري الهلال في مصر المؤرخون أن أول مكان لتحري الهلال كان من أعلى المسجد العتيق 'مسجد عمرو بن العاص'، ثم تم نقل مكان الرؤية إلى الجيزة، حيث يورد الكندي رواية توضح خروج ابن أبي لهيعة لتحري هلال شهر رمضان بالجيزة.
كشفت سعاد ماهر في كتابها مساجد مصر وـولياؤها الصالحين، أنه اختلف مكان تحري الهلال في عصر الفاطميين حيث نقل إلى جبل المقطم، فعلى هذا الجبل أُعدت 'دكة خشبية' عرفت باسم 'دكة القضاة'، وكانت تلك الدكة ترتفع عن المساجد، من أجل الجلوس عليها عند استطلاع الأهلة.
وسميت تلك الدكة التي أعدت على سفح جبل المقطم 'بدكة القضاة'، يخرجون إليها لرؤية الهلال، واستمرت في تأدية مهمتها إلى أن جاء الوزير العظيم بدر الجمالي في عصر الخليفة المستنصر بالله الفاطمي بنى مسجدا له على سفح المقطم اتخذت مئذنته مرصدا لرؤية هلال رمضان، فإذا تحققوا من رؤيته أُضيئت الأنوار.