في ذكرى ميلادها.. نبوية موسى أول فتاة مصرية تحصل على البكالوريا

واحدة من رائدات التعليم والعمل الجماعي في مصر والتي ذاع صيتها في النصف الأول من القرن العشرين، فهي مفكرة وكاتبة وأديبة، كما أنها أول فتاة تحصل على شهادة البكالوريا في مصر في ذلك الوقت، فضلا عن كونها أول ناظرة لإحدى المدارس الابتدائية، وظلت طوال حياتها تنادي بالمساواة بين الرجل والمرأة في كل شيء.

البكالوريا حكر على الرجال

إنها الكاتبة والأديبة المصرية نبوية موسى التي ولدت في مثل هذا اليوم الـ 17 من شهر ديسمبر عام 1886، وذخرت حياتها العلمية والعملية بالعديد من الإنجازات التي خلدت اسمها بأحرف من نور، فهي أول مصرية تحصل على شهادة البكالوريا التي كانت حكرا على الرجال فقط في بداية القرن العشرين.

نادت نبوية موسى طوال حياتها بالمساواة بين الرجل والمرأة، خاصة فيما يخص الراتب في الوظائف الحكومية، حيث كان المتعارف عليه في ذلك الوقت أن المرأة تأخذ نصف راتب الرجل، حتى قررت نبوية موسى الخروج عن النص من خلال المطالبة بالمساواة بين الرجل والمرأة في قيمة الأجر المادي، لذلك قررت الحصول على شهادة البكالوريا حتى تتساوى مع خريجي المعلمين العليا، وبالفعل نجحت في هذا التحدي الكبير.

وفي عام 1906 حصلت على دبلوم المعلمات، وبعدها تم تعيينها في مدرسة عباس الأول ضمن صفوف معلمي اللغة العربية، حيث كان أول راتب حصلت عليه يساوي 4 جنيهات فقط، لكن عندما علمت أن خريجي المعلمين يحصلون على ضعف هذا المبلغ تقريبا، قررت تقديم احتجاج إلى وزارة المعارف، اعترضت فيه على هذه التفرقة المتعنته، لكن جاءها الرد أن هذا الفارق الكبير في الراتب يرجع إلى أن خريجي المعلمين العليا، تمكنوا من الحصول على شهادة البكالوريا وهي تعادل شهادة الثانوية العام في وقتنا الحالي، لتقرر بعدها خوض هذه التجربة الصعبة والحصول على شهادة البكالوريا.

خطر على الإنجليز

بعد النجاح الكبير الذي حققته نبوية موسى في حياتها تم تنظيم إحدى المؤامرات ضدها، وذلك من خلال قيام البعض بإقناع الإنجليز وقتها أن نبوية موسى تعتبر من الوطنيات المهتمات بالأمور السياسية وهو ما يشكل خطرا كبيرا على الإنجليز في مصر، حتى تم إصدار قرار بنقلها إلى القاهرة ثم تعيينها في وزارة المعارف تحديدا في وظيفة معلمات بولاق، وفي عام 1916 تم ترقيتها إلى منصب ناظرة لمدرسة معلمات الورديان في الإسكندرية، وهي الوظيفة التي استمرت فيها حتى عام 1920.

قامت نبوية موسى بإنشاء مطبعة ومجلة تصدر بشكل أسبوعي باسم الفتاة، كما أنها شاركت في عدد كبير من المؤتمرات التربوية.

من مؤلفات الكاتبة نبوية موسى رواية توب حتب وهي من نوع الأدب التاريخي، وكذلك رواية الفضيلة المضطهدة، وقد تناولت حياتها بالكامل في كتابها الشهير 'تاريخي بقلمي'، كما أن لها العديد من المؤلفات الدراسية التي تم إقرارها في وزارة المعارف.