عرف الصحابي طلحة بن عبيد الله بالكرم الشديد والسخاء، وكان واحدا من أغنياء الصحابة، وعمل في التجارة منذ أن كان شابا صغيرا، وأطلق عليه رسول الله أكثر من لقب لكثرة كرمه وجوده، مثل طلحة الفياض، وطلحة الجود، وطلحة الخير، وكان ذلك بعد قيام بالكثير من أعمال الخير، إذ قام بشراء بئرا للمسلمين، كما أنه أنفق الكثير من المال أثناء التحضير لغزوة السرة، ويذكر أنه كان يرسل إلى السيدة عائشة عشرة آلاف درهم كل عام لتوزيعها على فقراء المسلمين.
وكان طلحة في تجارة إلى بصرى، وعندما وصل إلى سوقها الشهير سمع راهب يجلس في صومعته ويبشر بقدوم نبي من أرض مكة المكرمة، وعندما ذهب إليه ليعرف ماذا يقصد سأله الراهب هل جاء أحمد، بعدها قرر الذهاب إلى مكة على الفور ليتأكد من كلام هذا الراهب، وعند وصوله عرف بالخبر الذي انتشر بين أهل مكة، وهو نزول الوحي على رسول الله، وقتها ذهب طلحة إلى النبي مع أبو بكر، وهناك أخبره بقصة الراهب ليعلن بعدها إسلامه على الفور أمام كل من النبي وأبو بكر، ولأن طلحة كان ملازما لأبو بكر، فقد واجه معه الكثير من الصعاب وشتى أنواع العذاب في بداية الدعوة في مكة المكرمة.
كان طلحة بين عبيد الله واحدا من المشاركين في غزوة أحد ويذكر أنه أبلى فيها بلاء حسنا، حتى عندما اقتربت سيوف الكفار من رسول الله حماه طلحة وأصيب على إثرها بجروح بالغة وقطع إصبعه، كما أنه رغم حالته هذا قام بحمل الرسول على ظهره حتى أوصله إلى صخرة يستقر عليها.
وفي معركة الجمل رمى مروان بن الحكم سهما أصاب طلحة، واستشهد على إثرها بعد أن ظل ينزف لفترة طويلة، ويعتبر طلحة أول من قتل في معركة الجمل.