يحتفي العالم يوم 3 ديسمبر من كل عام، باليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة، خاصة أولئك الذين لهم بصمة مميزة في مجالات الحياة بشكل عام، والذين أثبتوا بأن الإعاقة لم تقف في طريقهم نحو تحقيق النجاح، وعلى الرغم من وجود الكثير من النماذج المشرفة لذوي الهمم، إلا أن الرئيس الأمريكي الأسبق، فرانكلين روزفلت، أبرز نموذج على تحدي الإعاقة، إذ تمكن من حكم أعظم دولة في العالم من فوق كرسي متحرك.
وخلال السطور التالية يوضح 'أهل مصر'، قصة رجل حكم أعظم دولة من فوق كرسي متحرك، في اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة.
قصة رجل حكم أعظم دولة من فوق كرسي متحرك
ولد الرئيس الأمريكي السابق فرانكلين روزفلت، في يوم 30 يناير عام 1882، بهايد بارك في مدينة نيويورك، وتوفي في يوم 12 إبريل عام 1945، وهو الرئيس الـ 32 للولايات المتحدة، وحكم في فترة من أصعب الفترات في تاريخ أمريكا.
كان روزفلت الأن الوحيد لوالديه، وعاشت العائلة في رفاهية من العيش، إذ قسمت وقتها بين ممتلكاتها في وادي نهر هدسون في نيويورك، والمنتجعات الأوروبية.
تلقى روزفلت تعليمه في المنزل بشكل خاصة حتى سن الـ 14 عامًا، ثم التحق بالمدرسة الإعدادية في ولاية ماساتشوستس.
التحق روزفلت عام 1900 بجامعة هارفارد، وكان سجله الأكاديمي وقتها غير مميز، وخلال سنوات الدراسة في الجامعة، تأثير بشكل كبير بالرئيس تيودور روزفلت.
وخلال السنوات التي قضاها روزفلت في هارفارد، وقع في حب ابنة أخت تيودور، التي كانت وقتها ناشطة في العمل الخيري في مدينة نيويورك، وتزوجا في يوم 17 مارس عام 1905، وبعد الزواج فتحت إليانور عين زوجها على الحالة المادية الصعبة التي يعيشها الفقراء في نيويورك.
بحث روزفلت عن فرصة للانخراط في العمل السياسي، متأثرًا بعمه الرئيس تيودور، وجاءت هذه الفرصة عام 1910، عندما حاول أحد قادة الحزب الديمقراطي إقناعه بالقيام بمحاولة للفوز بمقعد في مجلس الشيوخ في الولاية.
وتعلم روزفلت الكثير من سياسية الأخذ والعطاء في مجلس الشيوخ في مدينة نيويورك، وتخلى بشكل تدريجي على الطابع الأرستقراطي.
كان روزفلت يدعم حاكم ولاية نيو جيرسي للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي للرئاسة، عام 1912، وفي نفس العام تم إعادة انتخاب روزفلت في مجلس الشيوخ.
وبعد اندلاع الحرب في أوروبا في عام 1914، أصبح روزفلت من أكثر المدافعين عن التأهب العسكري، وبدخول أمريكا الحرب عام 1917، قام بجولة واسعة في القواعد البحرية وساحات القتال التي توجد في الخارج.
رجل حكم أعظم دولة
قصة رجل حكم أعظم دولة من فوق كرسي متحرك
وفاز روزفلت في مؤتمر الحزب الديمقراطي عام 1920 بالتشريح لمنصب نائب الرئيس على تذكرة المرشح الرئاسي وقتها.
وقاد روزفلت حملة قوية وقتها نيابة عن دخول الأمريكان إلى عصبة الأمم المتحدة، لكن الديمقراطيين خسروا أمام الجمهوريين.
وبعد ذلك أًبح روزفلت نائب رئيس شركة 'فيدلتي آند ديبوزيت'، ودخل في الكثير من المشاريع التجارية الأخرى.
وبينما كان روزفلت في إجازة بجزيرة كامبوبيلو في كندا، في أغسطس عام 1921، تغيرت حياته عندما أُصيب بشلل الأطفال، وهو الأمر الذي جعله يعاني كثيرًا، وطلبت منه والدته أن يتقاعد في ملكية العائلة بهايد بارك، لكن زوجتها اعتقدت وقتها أنه يجب أن يظل ناشط في الحياة السياسية، واستجاب لرغبتها، وظل لديه أمل في استعادة ساقيه.
ولم يكن روزفلت قادرا على ممارسة السياسية خلال فترة التعافي، لهذا اعتمد على زوجته في الحفاظ على أسمه في الحزب الديموقراطي.
واستطاعت زوجته إليانور روزفلت رغم خجلها، إن تصبح متحدثة عامة ومحللة سياسية بارعة.
ولم يغب روزفلت بشكل كامل عن المشهد السياسي نتيجة خطابات زوجته.
وظهر بشكل مميز في المؤتمر الديمقراطي لتشريح ألفريد سميث حاكم نيويورك لمنصب الرئيس عام 1924، وجدد ترشيه له في مؤتمر ثاني عام 1928.
وحث سميث روزفلت من جانبه على الترشح لمنصب حاكم نيويورك عام 1928، وافق بعد فترة من التردد.
قصة رجل حكم أعظم دولة من فوق كرسي متحرك
وأظهر روزلفت أن مرضه لم يدمر شبابه أثناء سفره بالسيارة في جميع أنحاء الولاية، وهو الأمر الذي جعل أشخاص كثيرة يتوقعون نجاح سياسي كبير له، وفاز في تلك الانتخابات، وأدى نجاحه إلى تقدمه صفوف مرشحي الحزب الديمقراطي في عام 1932.
وقال روزفلت أمام المندوبين في خطاب قبول ترشح الحزب الديموقراطي، 'أتعهد لكم ولنفسي باتفاق جديد للشعب الأمريكي'.
ولأن مشكلة الكساد كانت القضية الوحيدة المهمة في الحملة الرئاسية عام 1932، كان أمام الشعب الاختيار بين السياسات غير الناجحة للرئيس الجمهوري، وبرنامج الاتفاق الجديد الذي قدمه روزفلت في خطابه.
وبعد دخول روزفلت البيت الأبيض عام 1933، عمد إلى اتخاذ عدد من التدابير العاجلة من أجل مواجه الكساد الكبير، وقام بعدد كبير من الإنجازات خلال فترة حكمه، وهو الأمر الذي تسبب في سيطرة حزن عميق على معظم الأمريكيين بعد وفاته.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
