واقعة طفل شبرا تُثير التساؤل عن مخاطر "الدارك ويب".. خبير أمن معلومات يوضح كيف نحمي أبنائنا

الدارك ويب
الدارك ويب

أثارت واقعة قتل طفل مصري ونزع أحشائه في منطقة شبرا الخيمة، الحديث عن " شبكة الإنترنت المظلمة" أو "الدارك ويب"، إذ أخذ الجميع يتساءل عن كيفية الحماية من مخاطر الإنترنت المظلم والتواصل الخطير في العالم الرقمي، حيث إن التحقيقات الأولية مع المتهمين في مقتل طفل شبرا تشير إلى ارتكاب الجريمة بغرض تسويق هذه المشاهد من خلال شبكة الإنترنت المظلمة "الدارك ويب".

في هذا الصدد، قال المهندس وليد حجاج، خبير أمن المعلومات، إن البحرية الأمريكية هي أساس اختراع الإنترنت في الأساس، حيث إنه في منتصف التسعينات وتحديدًا في منتصف عام 1990 بدأت فكرة الإنترنت المظلم، وقد بدأت تعمل عليها وزارة الدفاع الأمريكية ، وكان الهدف منها في الأساس حماية البيانات الشخصيات الهامة الموجودة في جهات حساسة وحيوية في الولايات المتحدة الأمريكية، حتى لا يتمكن أحد من التجسس على بياناتهم ومعلوماتهم .

وأضاف خبير أمن المعلومات في تصريحات خاصة لـ أهل مصر"، أنه مع بداية عام 2000 ومع بداية ما يسمى " بـ الفري نت" تم عمل رسالة علمية بحثية يتم فيها طرح تخزين المعلومات بشكل يتم توزيعه ولا مركزي مع إمكانية استعادة هذه المعلومات بأسهل الطرق، مُشيرا إلى أنه من هنا ظهرت فكرة التواصل المجهول، حيث إن فكرة الانترنت المظلم يكاد يكون جميع الأشخاص فيه مرتدين مسكات على سبيل المثال ولا أحد يعرف الأخر ولا يستطيع تحديد هوية أحد وليس أن يكون شخصا ملثمًا، ولكنه شخص غير معروف بياناته وغير معلوم الدولة التي يدخل يتكلم منها أي مجهول الهوية بلغة الكمبيوتر، حتى ظهر في 2002 " التور tor " وهو الاسم الذي يطلق على الأنترنت المظلم أو شبكة الراوتر البصلة أو التور، أو باللغة العامية معروف بالراوتر وهي الشبكة التي تعتمد على فكرة البصلة، وهي عبارة عن طبقات على بعضها البعض مكونة من الطبقات الأمنية فتستطيع أن تحمي هوية الشخص ، حيث إنه من يطلب أموال من شخص أو أي تصرفات أو أي فعل لا يتم معرفة من الذي يطلب منه هذه الأوامر ومن هو الذي سينفذ، إذ يتم التعامل بالعملات الرقمية من خلال هذا الأنترنت المظلم حتى وصلنا إلى عام 2008 حتى تم نزول ابلكيشن " تور tor " رسميًا وهو الذي يعتبر متصفح مثل جوجل كروم وفاير فوكس، حيث إن الإنترنت المظلم لا يستطيع أحد أن يصل له من خلال جوجل كروم والفاير فوكس أو المتصفحات العادية.

وأكد خبير أمن المعلومات على طمأنة المواطنين في مصر، حيث إن أبلكيشن "تور tor" أو الانترنت المظلم مغلق في مصر بالطرق الشرعية، ولا يستطيع أحد أن يحمله أو يقوم بإنزاله من داخل الدولة المصرية ولكن الشباب الصغير يكون لهم طرق تحايلية تسببت في هذه الحادثة البشعة.

وأردف حجاج أنه يوجد على الإنترنت ما يسمى الغرف الحمراء يباع ويروج من خلالها الفيديوهات الصادمة، إذ يدخل إلى هذه الغرف الحمراء أشخاص مريضة يكونوا مصابين بمرض السادية ومثل أي مرض نفسي، وفي نفس الوقت يمتلكوا أموالًا طائلة، ويدخلوا بها مزادات ويقومون بشراء تيكت بها لكي يشاهدوا مثل هذه الجرائم ، وذلك شبيه بالدخول إلى المنصات لمشاهدة منصات الاون لاين لمشاهدة الأفلام أو عندما نقطع تيكت سينما على سبيل المثال.

وأشار إلى أن الغرف الحمراء يوجد بها أثرياء ثراء مبالغ فيه ولديهم أمراض نفسية تدفعهم من أجل أن يشاهدوا فيديوهات التعذيب ويستمتعوا بها، كما أن أنواع كثيرة من الغرفة الحمراء تحمل للأسف أفكار مختلفة ومتعددة بمكاسب مختلف فمن يشاهد اللايف غير من يشاهد فيديو تم تسجيله.

وأشار خبير أمن المعلومات، إلى أنه حتى لا يكون هناك حالة من الذعر بين الأهالي، هناك عدد من النصائح يمكن من خلالها حماية الأبناء والأطفال والجميع، مؤكدًا أن مثل هذه الأمور تحدث منذ سنوات، ولكن الخطورة التي نحن فيها الآن أن بالفعل الأمر وصل إلى مصر أو أصبح منتشر في مصر، لذلك نحمي أبنائنا كالأتي أولا عدم الاستهانة لألعاب "الاون لاين" حيث إنه يتم من خلالها استماع ومحادثات ومشاهدات، كما أن فكرة الهوس على جمع المال الذي يجعل الأشخاص تخرج على التوك توك تتصرف تصرفات مشينة وهي نفسها التي تجعل الناس تفعل هذه الأفعال من خلال أنه سيحصل على مبالغ مادية ضخمة .

وأضاف أنه يجب أن نحمي الأبناء من خلال التوعية من خلال برامج التلفزيون و الصحافة وبرامج التوك شو، وقد نتمكن من غلق برنامج معينة على الموبايل ولكن يحدث ذلك عند سن محدد للأطفال ولكن بعد هذا السن لا يمكن السيطرة، رغم أن الآن الأعمار الصغيرة نفسها تستطيع وتتمكن الدخول على كثير من البرامج رغم حداثة أعمارهم، يستطيعوا اختراق كل شيء يتم إغلاقه بطرقهم لذلك لابد من وجود متابعة ورقابة مع التوعية في المدارس والجامعات ومن المنزل.

WhatsApp
Telegram