يتمتع وادي بازتان في شمال إسبانيا بامتداد المسطحات الخضراء على مدى البصر ووفرة المياه وانتشار القرى الهادئة الجميلة، ويمكن للسياح في هذه المنطقة أيضا تتبع الأساطير والسير على خطى قصص الساحرات القديمة.
ويضم وادي بازتان 15 قرية يسكنها حوالي 8000 نسمة، ولا توجد هنا أية أنشطة صناعية، ويقع هذه الوادي في الجزء الشمالي من منطقة نافارا، أي في منطقة المستوطنات التاريخية في إقليم الباسك، وقد تم تسمية هذا الوادي على اسم نهر بازتان، ويسود هذه المنطقة مناخ المحيط الأطلسي؛ حيث تكثر بها الغيوم وتتساقط الأمطار على هذه المناظر البانورامية الجميلة.
مناظر طبيعية خلابة
وتتكون البنية التحتية السياحية في وادي بازتان من المنازل الريفية، التي تقع وسط المناظر الطبيعية الخلابة، وتحتل قرية زيجا مركز الصدارة من حيث روعة المناظر الطبيعية؛ حيث يظهر برج كنيسة "سان لورنزو"، التي تعود إلى عصر النهضة، وسط المنازل المزينة بالأزهار، كما تظهر السهام الصفراء على الجدران والأرصفة، والتي تشير إلى الطريق في قرية زيجا والقرى الأخرى القريبة، كما يمر عبر وادي بازتان طريق بديل إلى بامبلونا، عاصمة مقاطعة نافارا.
وأثناء جولات السياح في وادي بازتان يشاهدون نباتات السرخس والقراص والعليق تحيط بمسارات التجول، كما يصل إلى أذانهم أيضا أصوات طيور الوقواق، وتنهمر مياه الشلالات وسط الغابة.
كهوف الساحرات
كما توجد هناك مساحات للخرافات في قرى وادي بازتان، فإذا قام المرء بتعليق الشوك الفضي الجاف على الباب، فإن هذا يعني التصدي للساحرات. وفي قرى "أكساريتا" الواقعة في الوادي الشمالي المجاور على الحدود مع فرنسا، تقدم كهوف الساحرات ومتحف الساحرات منظورا نقديا لما يتم تمجيده بشكل فلكلوري في كثير من الأحيان، فمع بداية القرن السابع عشر الميلادي تفشى جنون الساحرات، المستوحى من جنون محاكم التفتيش، وقد تم إدانة النساء البريئات بأنهن على علاقة مع الشيطان بسبب معرفتهن ببعض العلوم الطبية والنباتية.
وأثناء السير من قرية "إيراتزو" إلى شلالات "إكسوروكين" أوضح المرشد السياحي أن هناك بعض المخلوقات الأسطورية، التي تشبه حورية البحر، والتي كانت تظهر بأجسام النساء وأرجل البط، وكانوا يجلسون في أغلب الأحيان على ضفاف النهر، ويمشطون شعورهم بأمشاط ذهبية، ويشاهد السياح غابات كثيفة من الكستناء والسنديان والزان.
ومن خلال المزج بين الأساطير وقصص الجريمة تمكنت الكاتبة دولوريس ريدوندو من جعل وادي بازتان مشهورا، وقد ظهرت ثلاثية بازتان في 42 دولة، وتدور الأحداث في هذه الروايات حول مفتش الشرطة، الذي يتعين عليه فك ألغاز جرائم القتل الغامضة ومحاربة أشباح الماضي في الوقت نفسه.