'جمعت العام الدراسى فى شهرين فقط وبعد أن كنت من المتفوقين والأوائل على مدرستى خلال العامين الماضيين انتظر ترتيبى هذا العام على مدرستى على الرغم من تحويلى 'لمنزلى' نتيجة الظروف التى مرت بى'.. تحكى جنة محمد المرغنى، الطالبة بمدرسة بورسعيد التجريبية للغات و الحاصلة على 99,15 % بمجموع 406,5 درجة أدبي، قصة تفوقها.
تشرح جنة في حديثها لـ أهل مصر، كيف تفوقت على نفسها واستطاعت تحصيل المواد الدراسية فى شهرين فقط بعد عودتها من منحة 'التبادل الثقافى' بالولايات المتحدة الأمريكية، فتقول جنة: 'فى العام الماضى تقدمت لمنحة التبادل الثقافى بأمريكا وتم اجتياز الاختبارات بنجاح، وكانت شىء جديد بالنسبة لى، فهى حياة ثقافية جديدة، وعلاقات جديدة وحياة جديدة كل شىء، سيتغير فى مستقبلى، سافرت إلى أمريكا فى استضافة أسرة أمريكية مكونة من 'أب وأم ولديهما ولدين ولكن غير مقيمين معهما، وعشت مع تلك الأسرة ثمانية أشهر، وكان معى طالبة أخرى من غانا، كنت استيقظ مبكرا لأحضر الإفطار، وأتناوله وأذهب إلى المدرسة.
وتابعت جنة: 'ارتبطت ارتباطا قويا بالمدرسين هناك ودرست التاريخ الأمريكى ومادة الإنجليزى، وبعض المواد الترفيهية مثل الموسيقى والتدبير المنزلى، وكنت أتناول وجبة الغذاء فى المدرسة وأعود مساءا لنتناول وجبة العشاء معا، ووجدت من أسرتى الأمريكية أحسن معاملة فى حياتى، عشت معهم فى أمان، خططت مستقبلى بأن أقوم بتأجيل العام الدراسى الجديد وخاصة أن العودة ستكون 6/8/2020، وبالتالى لن أستطيع الالتحاق بامتحانات الثانوية العامة لهذا العام. وأضافت الطالبة: 'قضيت ثمانية أشهر وكأنى وسط أهلى، معاملة جميلة من أشخاص طيبين جدا، وحتى الآن يتم التواصل معهم، وهما باستمرار يتصلون بى للاطمئنان على'.
وتتابع جنة: 'حدث ما لم أتوقعه، وجاء فيروس كورونا بمفاجأة جديدة لم نحسب لها حساب وكنت أول فوج عاد من أمريكا إلى مصر فى 5/4/2020 بمرسى علم وظللت فيها 14 يوما حجر صحى'.
جنة مع الاسرة الامريكية التى استظفتها بامريكا
واستكملت: 'عدت فى شهر إبريل وفكرت استغل عودتى وأدخل امتحانات الثانوية العامة لهذا العام، الوقت يسرقنى، فأردت أن أسرق الوقت، وجلست مع والدتى التى كانت تشجعنى باستمرار لنفكر معا، ونصل إلى قرار وبالفعل قررنا دخولى الامتحانات، واجتهدت وذاكرت ليل ونهار واستطعت فى خلال شهرين فقط تحصيل جميع المواد الدراسية و الحمد لله نجحت بمجموع يؤهلنى للالتحاق بكلية اقتصاد وعلوم سياسية وكانت فرحتى باتصال الأسرة الامريكية لتهنأتى بنجاح'.
وتقول رانيا الطرابيلى، والدة جنة، والتى تعمل 'مدرسة' إنها رافقت ابنتها فى طموحها وخططت معها كيفية تحقيق هذا الطموح عندما قدمت لها فى منحة التبادل الثقافى، فى أمريكا فقالت بالرغم من أن سفر ابنتى كان يؤلمنى لكن نجاحها واعتمادها على نفسها كان يمنحنى القوة.
وتتابع: 'كنت أتواصل معها من خلال مواقع التواصل الاجتماعى 'الفيسبوك' و الواتس آب ' وكان اختلاف التوقيت يجعلنى استيقظ فى نفس توقيت أمريكا حتى اطمئن على ابنتى و الحمد لله ربنا رزقها بأسرة أمريكية حنونة، وكانت تخبرنى أنهم يعاملونها أحسن معاملة وكانها ابنتهم عندما علمت بخبر رجعوها ذهبت إلى مدرستها لكنى فوجئت بإلغاء قيدها بالمدرسة نظرا لسفرها وحاولت كثيرا إعادتها للمدرسة، ولكنى فشلت فتم تحويلها 'لمنزلى' و لكن الحمد لله ربنا أكرمها وحصلت على مجموع يؤهلها للالتحاق بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية'.