وصلت جثامين الشهداء الثلاثة، أبناء قرية بنى أبو صير مركز سمنود، بمحافظ الغربية، اليوم السبت، وذلك لدفنهم فى مثواهم الأخير بمقابر العائلة، بعد وفاتهم بـ٣ أيام، فى انفجار مرفأ بيروت، حيث أعلنت السفارة المصرية بلبنان مصرع 'على شحاته ورشدى أحمد الجمل وإبراهيم أبو قصبة'، وطالب ذووهم باستلام جثامينهم لدفنهم بمثواهم الأخير.
جثامين شهداء انفجار بيروت
يقول 'عبدالمحسن الشحات' والد الضحية الأولى: 'سافر ابنى بعدما تقطعت به السبل، ولم يستطع إيجاد مصدر رزق، فهو الولد الوحيد على فتاتين، حيث أعمل باليومية، وتفترش زوجتى مصطبة البيت بفرش خضار للمساعدة على المعايش، حتى تمكن 'على' من السفر ليبدأ رحلة كفاحه بالخارج، منذ 3 سنوات، حيث سافر كعامل باليومية هو الآخر، واستطاع أن يجمع مبلغ يقينا قرصه الفقر، وزوجنا شقيقته الكبرى، وكنا نستعد لتزويجه هو الآخر، إلا أنه زف لمن خلقه'.
جثامين شهداء انفجار بيروت
وأضاف 'الشحات': 'سمعت صوته قبل وفاته بساعتين، اطمأننت عليه، ومزحنا سويا، وتركته ليمضي في عمله، إلا أننى سمعت خبر الوفاة فى النشرة، ولم أتمالك أعصابي، فقبلها بساعة واحدة كنت أسمع ضحكته، ولكني فقدته'.
يقول مؤنس أبو قصبة ابن عم ضحية التفجير: سافر 'إبراهيم' عقب استكمال دراسته المتوسطة، لأكثر من دولة مجاورة كدولة ليبيا، وعاد منها مرتين، حتى أقنعة أحد سماسرة السفر بالذهاب للبنان، بعقد ثمنه 20 ألف جنيه، وذلك للعمل بأحد محطات البنزين، ومن هنا بدأت رحلته مع السفر، حيث كان دائم التردد على القرية، وتزوج وأنجب ولدين، حتى آخر إجازة منذ حوالي 8 أشهر، وانتشرت من بعدها جائحة كورونا.
جثامين شهداء انفجار بيروت
وأضاف 'أبو قصبة': انقطعت أخباره منذ أسبوع، حيث أرسلت زوجته فى طلبنا للاطمئنان عليه أو التواصل مع السمسار، إلا أننا لم نصل لأى شئ، حتى شاهدنا أمس انفجارات الميناء، ومن هنا دب الرعب فى قلوبنا خوفا عليه.
وتابع 'أبو قصبة': علمنا بخبر وفاته من السفارة المصرية هو وشاب آخر من أهل القرية، وأنه تم دفنه فى لبنان، ولن نستلم الجثمان، ولا نملك سوى الدعاء له فقد كان من خيرة رجال القرية وأكثرهم بشاشة وطيبه، 'لكن من هيغلى على إلى خلقه، راح ضحية أكل العيش'.
أهالى ضحايا تفجيرات لبنان بسمنود
وناشد الأهالى وزارة الخارجية والرئيس السيسى، بسرعة استرجاع جثامين ذويهم، لدفنهم بمقابر هم، وسط أهاليهم، كى ترتاح قلوبهم.
وفى ذات السياق أعرب أهالي القرية عن حزنهم على الفقداء الثلاث، وقلقهم على عدد من شباب القرية، الذين يعملون بلبنان، ولا يستطيع ذويهم الوصول لهم، حتى سمسار السفر لا يعلم عنهم شئ، وذلك لأن عدد كبير منهم هجرة غير شرعية، وناشد الأهالى السفارة المصرية ببيروت طمأنتهم على شباب القرية.
وكانت السفارة المصرية تلقت نبأ وفات 3 شباب من قرية أبو صير جراء الانفجار، الذي وقع أمس في بيروت، وأعرب السفارة عن خالص تعازيها لأسرته وذويه، وجارٍ اتخاذ الإجراءات اللازمة لنقل الجثمان إلى أرض الوطن.
أهالى ضحايا تفجيرات لبنان بسمنود
من جانبه، تفقد السفير الدكتور ياسر علوي، المستشفى الميداني المصري في بيروت؛ لمتابعة عمل المستشفى في استقبال الحالات المصابة، وإسهامه في جهود إسعاف المصابين والمتضررين من حادث الانفجار الأليم الذي أصاب بيروت أمس الأول، مؤكداً حرص مصر على دعم لبنان في تلك الأزمة.
كان أحمد حافظ المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، صرح بأنه إزاء ما ظهر من ضخامة الانفجار في لبنان وعدد الضحايا الذين يتم رصدهم بين قتلى ومصابين، فإن وزارة الخارجية تعبّر عن تعازيها لأهالي الضحايا وتمنياتها للمصابين بالشفاء العاجل، ويبقىَ المستشفى الميداني المصري في بيروت جاهزاً لتقديم كل المساعدة المُمكِنة، حيث استقبل بالفعل عدداً من الحالات؛ كما أجريت الاتصالات للتعرف من الجانب اللبناني على احتياجاته حتى يتسنى البحث في كيفية تقديمها.