حرص المصريون القدماء على مر العصور الاهتمام بإقامة الاحتفالات في المناسبات والأعياد، بالإضافة إلى الاحتفال بالإله الحاكم أو المعبود الذي يتم عبادته، سواء كان على شكل الحيوانات والطيور، مثل الكبش والأسد والصقر أو غيرهما من الحيوانات.
وقال الطيب غريب مدير معابد الكرنك بمحافظة الأقصر، إنه كان قديمًا في كل معبد يوجد قدس الأقداس ويتم وضع تمثال مُقدس بداخلة، ويعتقد الأثريون أنه من الذهب الخالص لصاحب المعبد.
قدس الأقداس بمعبد الكرنك في الأقصر
وأضاف مدير معابد الكرنك في تصريحات خاصة لـ'أهل مصر'، أن قدس أقداس معبد الكرنك، أو قدس المركب المقدسة، أو مقصورة الزورق المُقدس وهذه التسمية الصحيحة لها، تقع في وسط مجموعة معابد الكرنك، إذ شُيدت من الحجر الجرانيت بالكامل، ويعد أهم مكان داخل معابد الكرنك، وكان به أحد التماثيل الهامة جدا المصنوع من الذهب الخالص ليمثل الإله أمون رع أحد الآلهة الشهيرة والأهم في الحضارة المصرية القديمة.
قدس الأقدس بمعبد الكرنك في الأقصر
وأكد أن تمثال الإله أمون رع المصنوع من الذهب الصافي، عُثر عليه في أحد المقابر بالبر الغربي للأقصر، يبلغ طوله مترا تقريبا واقفا على قدميه مقدما إحدى أرجله إلى الأمام عن الأخرى، ممسكا بسيف في يده اليمنى، ويضفي مزيدا من الجمال و الروعة، موضحا أن العالم الأثري هوارد كارتر، مُكتشف مقبرة توت عنخ أمون منذ 98 عاما، قام بشراء ذلك التمثال من أحد أهالي البر الغربي بالأقصر بمبلغ مالي قيمته 'جنيه' واحد فقط.
أمون رع تمثال قدس الأقداس بمعبد الكرنك في الأقصر
وتابع: أن العالم هوارد كارتر، ظل محتفظا بتمثال أمون رع بمجموعة الخاصة به، وقام بإهدائه إلى متحف 'المترو بوليتان' في نيويورك، مشيرا إلى أنه التمثال مازال معروضا هناك بالمتحف، الذي يُعد أحد القطع الفريدة من نوعها بالعالم، نظرًا لأنه يمثل الزهو ومدى الغنى الذي وصلت إليه الحضارة المصرية القديمة في ذلك الوقت.
وأوضح مدير معبد الكرنك، أن التمثال كان يأتي من البر الغربي في الاحتفالات، داخل ناوس خشبي مرصع بالأحجار الكريمة على متن قارب، ويوضع داخل قداس الأقداس بالمعبد، وعقب الانتهاء من الاحتفالات يعود إلى مكانه بالضفة الغربية للأقصر.