ثلاثة أيام متتالين يعيشها أهالي منطقة الصيادين بمدينة المطرية، التابعة لمحافظة الدقهلية، في حالة من الحزن الشديد، بعد قيام مسؤلوا المحافظة بتنفيذ قرارات الإزالة لمن قام بالتعدي على أراضي الدولة، إذ قام أهالي المنطقة بالتعدي على ٤٥ فدانا من بحيرة المنزلة، منذ بداية عام 2008 الماضي، وتم البناء خلال عام 2011 الماضي.
ويقوم المسؤلين بتنفيذ قرارت الإزالة لعدد ٣٠٢ منزلًا، تضم أكثر من ١٢٠٠ مسكن، بحسب البيانات الرسمية من محافظة الدقهلية، لكن يعترض أهالي المنطقة على قرارت الإزالة، مؤكدين أن تلك القرارات جاءت مفاجأة، وبالفعل تم البناء على أرض مملوكة للدولة، لكن تم شرائها من بعض الأشخاص، مشيرين أن عددًا من الموظفين في مجالس المدينة قاموا بالسماح لهم بدخول عدادات الكهرباء والمياة، والبناء، وبعد ذلك تبين أنهم مخالفين لقرارات الحكومة.
وقال السيد خالد، أحد أبناء المنطقة، أنه قام بالبناء وشراء تلك الأرض من بعض الأشخاص في المدينة، لافتا أن عددا من الموظفين في مجلس المدينة، قاموا بتسهيل الإجراءات في دخول عدادات المياة والكهرباء، مشيرا أنه بعد ذلك أصبح الأمر طبيعيًا والجميع يقوم بالبناء، لكن بعد قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي، بهدم جميع التعديات لم نتوقع أأن المنطقة الخاصة بنا سيتم هدمها جميعا، لأن أصبح يعيش فيها أكثر من 2000 أسرة، قائلا: 'فوجئنا بالمسؤلين يقولون لنا أنه سيتم الهدم، ولا يوجد مصالحات لأننا قمنا بالتعدي على أملاك الدولة'.
وأكد 'خالد'، أنه قام بالذهاب لجميع المسؤلين، لكن دون جدوى، إلا أنهم تركوا الأمر إلى الله، لافتا أنه بعد إزالة جميع العقارات والتعديات جميع الأسر ستكون في الشارع، مشيرا إلى أنه لا توجد تعويضات إلا لقليل من الأهالي، وهي مبالغ رمزية لم تكتفي شراء شقة واحدة.
وأضاف 'صابر ريان'، أحد أبناء المنطقة، أنه أقام فرحة، وفي اليوم التالي فوجىء بالبدء في إخلاء منزله لهدمة، نظرا لأن المنزل تم بنائه على أملاك الدولة، لافتا أنه لم يتوقع مصيره بعد أن أسس لنفسه حياة أخرى وهي الحياة الزوجية، مؤكدا أنه من المستحيل التوقع أن اليوم الثاني من زواجه يُهدم منزله أمام عينه، خاصة بعد أن دفع كل ما يملكه في بنائه.
وأكد ريان، أنه ذهب لمجلس المدينة من أجل التصالح، لكن لم يسفر شىء، لافتا أن المسؤولين أكدوا أنه لا يوجد تصالح مع المعتدين على أملاك الدولة، مشيرا أنهم قاموا بشراء هذه الأراض من مجموعة أشخاص عام 2008.
أصبحت تلك المنطقة بها ذكريات كثيرة لأكثر من 1200 أسرة، الجميع قام بالنباء على أملاك الدولة، لكن لم يحذرهم أحد من مسؤولي مجلس المدينة، بحسب ما أكد أهالى المنطقة، الذين يستغيثون بالرئيس عبد الفتاح السيسي من أجل تقنين أوضاعهم والبدء في أي إجراء آخر بعيدًا عن الهدم،
لكن بدأ مسؤلوا المحافظة في تنفيذ القرارت، إذ هدموا ما يقرب من 200 منزلا خلال الأيام الماضية.
من جانبه، أوضح الدكتور أيمن مختار محافظ الدقهلية، أنه تم البناءعلى تلك الأراضي التابعة لأملاك الدولة، بعد أن قام عددا من المستغلين بتقسيمها لقطع أراضي معدة للبناء بمساحات مختلفه عام 2008، لافتا أن المعتدين قاموا بأعمال الردم واستغلوا حلم البسطاء بامتلاك منزل، وقاموا ببيعها لهم دون أي سندات للملكية.
وأضاف أن هذه الفترة كانت خلال فترة الإنفلات الأمني وغياب رقابة أجهزة الدولة أثناء أحداث 25 يناير 2011، إذ قاموا ببناء المنازل من 70 إلى 100 مترا، لافتا أنه بعد تحرير محاضر سرقة تيار كهربائي لهم، قاموا بتوصيله من خلال عدادات بنظام الممارسة، كما قاموا بتوصيل مياه الشرب لمنازل المنطقة بالتعدي على خط مياه الشرب الواصل للمساكن التي أقامتها الدولة بمنطقة وش القطار القريبة منها.
وأكد المحافظ، أن مشروع تنمية وتطوير بحيرة المنزلة وعودتها لسابق عهدها، الجاري تنفيذه حاليًا برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، إلا أن الحملات المكبرة لإزالة التعديات مستمرة في عملها لعودة ٤٥ فدان لأحضان بحيرة المنزلة، مؤكدا أن الدولة لاتسمح بسياسة الأمر الواقع ولا سلطة تعلو على الدولة والقانون.
وأشار إلى أن هذه رسالة قوية لكل من تسول له نفسه التعدي على أملاك الدولة، وأباطرة الفساد، لأن الدولة قوية وعازمة وماضية في طريقها نحو استرداد حقوقها واستكمال مسيرة مشروعاتها التنموية من أجل جميع المصريين في ربوع محافظات الجمهورية.