تعتبر المعديات والعبارات والمراكب النيلية، من الوسائل الأساسية لنقل المواطنين وطلاب المدارس والجامعات، بين ضفتي النيل في العديد من قرى ومدن محافظة القليوبية، إلا أنها فى كثير من الأحيان تتسبب في وقوع كوارث وتؤدي إلى وفاة العشرات من المواطنين، بسبب تهالكها وافتقارها لوسائل الأمان.
فمعديات ومراكب محافظة القليوبية، صارت أزمة حقيقية تنتظر أن تنفجر في وجه مسئولي المحافظة، حيث تشتهر محافظة القليوبية بوجود عدد من المجاري والمنافذ المائية، مما أدى إلى انتشار ظاهرة المعديات في أماكن متفرقة بمدن وقرى المحافظة ومنها 'معدية البنزينة بكفر حمزة، ومعدية هيئة الطاقه الذرية ومصنع الشبه بأبو زعبل، ومعدية دمنهور بشبرا الخيمة، ومعدية الحرس الوطني ببنها، ومعدية مسطرد'، وغيرها من المعديات المنتشرة بكافة قرى ومراكز المحافظة.
ففي شهر مايو 2014 أصدر المهندس محمد عبدالظاهر محافظ القليوبية أنذاك القرار رقم 198 لسنة 2014 بشأن تشكيل لجنة لتكهين 3 معديات 'صندل' لعدم صلاحيتها للاستعمال، بحيث تكون مهمة هذه اللجنة هي تكهين 3 معديات بالرياح التوفيقي بناحية مدينة كفر شكر، بقرية كفر عامر رضوان، وقرية المنشأة الكبرى، نظرا لعدم صلاحيتها للاستعمال.
وفي أوائل شهر أغسطس عام 2016، أصدر اللواء رضا فرحات، محافظ القليوبية، حينها قرار رقم 500 لسنة 2016 بتشكيل لجنة برئاسة مدير مديرية الطرق بالقليوبية وعضوية كل من مدير إدارة حماية النيل بالمحافظة، ورؤساء الوحدات المحلية لتحديد الأماكن الأكثر احتياجا لإنشاء المعديات المقترح إنشائها والبالغ عددها 4.
إلا أن كل هذه القرارات ذهبت إلى إدراج الرياح مع تغيير المحافظين المذكورين، ليظل الغرق في مياه النيل، والمنافذ المائية يلاحق المئات من الأهالي بسبب سوء حالة المراكب النيلية البدائية وتهالكها، والتي تعتمد في طريقة عبورها للمياه بين الضفتين على شد الحبال المربوطة على جانبي النهر.
يقول أحمد جمعة، محامي، في حديثه لـ'أهل مصر'، أن المواطنين يتعرضون للموت كل لحظة بسبب المعديات النيلية، حيث تنقل طلاب المدارس وشباب الجامعات وجميع المواطنين، بسبب غياب وسائل المواصلات وبعد المسافات، الذي جعلها المنفذ الوحيد لقضاء مصالح المواطنين.
معديات القليوبية ويضيف، وائل رجب، أمين شرطة، أن المواطنين يلجئون إلى العبور عن طريق المعديات والعبارات بسبب انخفاض سعر تعريفة الركوب بها التي لا تتعدى جنيهين، بدلا من جشع سائقي السيارات، الذين يقومون برفع تعريفة الأجرة كل حين وآخر في ظل غياب الرقابة على مواقف سيارات الأجرة بمدن ومراكز المحافظة.
وأوضح، مجدي خليل، من أهالي كفر شكر، أنهم يضطرون لاستخدام تلك المعديات لسرعة الوصول إلى البر الثاني في ميت العبسي، بمحافظة المنوفية، مشيرين أن عدد الركاب فى الرحلة الواحدة للمعدية يتعدى 20 راكبا، بالإضافة إلى تحميل عدد من الدراجات البخارية 'الموتوسيكلات'
ولفت إلى أن المعدية أثناء عبورها للضفه الأخري تكون غير متزنه ومائلة، نظرا للحمولة الزائدة عليها، وهو ما ينذر بوقوع كارثة محققة لو اختل توازن المعدية، مطالبين الأجهزة التنفيذية بالمحافظة بتوفير مواقف سيارات أجرة للمناطق التي تطل على الجهة الأخرى من النيل، بدلا من تلك 'النعوش العائمة'.
من جانبه قال اللواء عبدالحميد الهجان، محافظ القليوبية، في تصريح لـ'أهل مصر'، أنه أصدر قرارا تشكيل لجنة برئاسة سكرتير عام المحافظة، تضم مجموعة من المتخصصين بكلية الهندسة بجامعة بنها، والإدارة الهندسية بديوان عام المحافظة، لمراجعة كافة وسائل الأمان والسلامة والتراخيص بجميع المعديات والمراكب على مستوى المحافظة، ورفع تقرير خاص بكل معدية على حدة، إلى جانب عمل حصر كامل لكل المعديات التى تعمل بالمحافظة، سواء كانت مرخصة أو غير مرخصة، والعمل على تقنين أوضاعها وتوفير وسائل الأمن والسلامة بها، حرصا علي سلامة وأرواح المواطنين.