"ابن بورسعيد" الذي أسر عساف ياجوري.. اللواء يسري عمارة: عقيدة المقاتل المصري العامل الرئيسي في نصر أكتوبر

اللواء يسرى عماره
اللواء يسرى عماره

قال اللواء يسري عمارة حديثه لـ'أهل مصر': 'تخرجت في «دفعة ٥٥» بالكلية الحربية في يوليو ١٩٦٩، وانضممت بعدها لإحدى الكتائب التى تخدم فى منطقة تقع بين الإسماعيلية والسويس وتسمى «سرابيوم وعين غصين»، وخلال هذه الفترة رأيت الساتر الترابى الذى بناه الإسرائيليون فى الضفة الشرقية من القناة، وكان بارتفاع ٢٢ مترًا ويتخلله ٣٥ موقعًا دفاعيًا من بورسعيد فى الشمال إلى السويس فى الجنوب.

وأضاف: 'شاهدت خلال هذه الفترة مناورة للعدو الإسرائيلى تم فيها إشعال قناة السويس نتيجة وجود أنابيب «النابالم»، ووقتها كان العدو الإسرائيلى يتحدث إلينا من الضفة الأخرى بالعامية المصرية عبر ميكروفون ويقول: «اللى هاينزل القناة هايتشوى زى السمك وأدركنا وقتها مدى صعوبة العبور واختراق النقاط القوية الحصينة، وطلب منا أن نستعد للعبور للضفة الشرقية كل ليلة'.

وتابع: كان هذا بمثابة تكليف لنا و تضمن هذا التكليف أن يعبر أحد الضباط كل يوم إلى الضفة الشرقية ليلًا، وينام هناك لمدة ساعتين، ثم يأتى بأى شىء يستطيع أن يعود به فى الصباح، مع اعتباره أسيرًا أو شهيدًا حال عدم عودته، ووفقًا لذلك أجرينا قرعة لاختيار من عليه العبور كل يوم، وفى اليوم الأول خرجت القرعة من نصيب الضابط رشدى إمام من الباجور بالمنوفية، وكان لا يجيد السباحة، لذا ربط اثنان من الضباط حبلًا بين ضفتى القناة، وتحرك «رشدى» باستخدام القارب وهو ممسك بالحبل تجاه الضفة الشرقية، وبعدها توالت المهمة، وكان كل ضابط يأتى بما يقدر عليه، بأى شىء أو علامة من الضفة الأخرى، وفى نهاية ديسمبر ١٩٦٩، تم تجهيز دورية بقيادة النقيب أحمد إبراهيم، قائد سرية الاستطلاع، وفى الرابعة عصرًا عبرت الدورية إلى الضفة الشرقية بقوارب مطاطية، وحفروا حفرًا برميلية، وأبلغونا بوجود هدف معادٍ سيأتى من الشمال إلى الجنوب بسيارة «جيب»، وبالفعل تم تدميرها.

واستطرد: لأول مرة نجح النقيب أحمد إبراهيم ورجاله فى القبض على أول ضابط إسرائيلى أسير، واتصل بالكتيبة ليطلب سرعة إرسال أفراد معاونة، لأن الأسير مصاب، وبالفعل أرسلنا له ضابطًا و٤ ضباط صف، لسحب الأبطال والأسير الإسرائيلى وكان اسمه «دان أفيدان شمعون»، وظل هذا الأسير فى مصر منذ نهاية ديسمبر١٩٦٩ وحتى ١٩٧٤، إلى أن عاد بعد اتفاقية تبادل الأسرى. وفى اليوم نفسه، قال راديو العدو الإسرائيلى إن رجال «الكوماندوز» المصرية أغاروا على مواقع بالضفة الشرقية، وكبدوا العدو خسائر فادحة فى الأرواح والمعدات،

وأكد عماره، أن العامل الرئيسى فى النصر أتى من عقيدة المقاتل المصرى ويقينه بأنه صاحب الحق وأن الأرض هى العرض، وكل ذلك تجلى فى يوم ٦ أكتوبر.

وتذكر عمارة، أحداث حرب اكتوبر، فيقول: 'في السادس من أكتوبر، اجتمع بنا القائد فى العاشرة صباحًا، وطلب من منصور مهران، القائد الثانى بالكتيبة، توزيع المهام والإرشادات على أفراد الكتيبة، وتضمنت مهام كل فرد بعد العبور إلى شرق القناة، وإعلام الجنود بموعد المعركة وبدء العبور فى الثانية ظهرًا، بعد توجيه الضربة الجوية المركزة والكثيفة. كان قائد لوائنا المدرع فى هذه الأثناء هو اللواء البطل المقاتل محمد حمدى الحديدى، وكان وقتها برتبة عقيد، وقد أصيب فى إحدى المعارك يوم ٢٠ أكتوبر، وبترت ساقاه الاثنتان، و بعد وصول الكتيبة المدرعة إلى الكيلو ٩ شرق القناة، يوم ٨ أكتوبر، اكتشف رجال الاستطلاع خطة إسرائيلية لتجميع القوات والرد على رجال الصاعقة لفتح ثغرة وتنفيذ مخطط الوصول إلى منطقة الصالحية وقطع طريق الإسماعيلية - بورسعيد'.

واختتم: 'عندما وصلت المعلومات للقيادة العامة للقوات المسلحة، قررت تنفيذ «جيب» أو «كماشة» على شكل حرف «U»، واستطاع رجال كتيبة المدرعات تدمير ٧٣ دبابة للعدو فى غضون ٣٠ دقيقة تقريبًا، حتى إن العدو الإسرائيلى أطلق على هذا اليوم لقب «اليوم الأسود»، نتيجة خسائره الجسيمة، وبعدما دمرنا دبابات العدو، أصبت بطلق نارى فى يدى، وشاهدت الجندى الإسرائيلى الذى ضربنى بالرصاص، فنزلت من المركبة واشتبكت معه حتى سقط قتيلًا، ثم اشتبكنا مع اثنين آخرين من جنود الأعداء، وأصبناهما بطلقات نارية واستولينا على أسلحتهما وذخيرتهما. بعدها لمحنا ٤ جنود آخرين إلى جانب حفرة عميقة، فطلبت من سائق المركبة المدرعة أن يسد الطريق عليهم، وعندما اقتربنا منهم صرخوا: «إحنا مستسلمين»، وبالفعل تم القبض عليهم، وكان من بينهم العقيد «عساف ياجورى» دون أن أعلم بذلك نتيجة إخلائى مع المصابين لمستشفى قصر العينى لإخراج الرصاصة التى أصبت بها'.

WhatsApp
Telegram