العروسة الحلاوة.. ارتبط ظهورها بذكرى المولد النبوي الشريف، فهي وسيلة التعبير الأولى عن الفرحة بقدوم المولد النبوي الشريف، فتعد من التراث المصري الشعبي، والذي لا يخلو محل أو شادر حلوى منها.
ومحافظة الأقصر توجد 'عروسة المولد' ذات مظهر جميل وتعتبر من الطقوس التي لا تتغير في حياة أهالي الأقصر، وهي تصنع من السكر وتُجمل بالألوان وخاصة اللون 'البنبي'، وأشكالها لا تتغير وتكون على شكل عروسة يداها في خصرها، مُتزينه بالأوراق الكريشة الملونة، والمراوح الورق الملتصقة بظهرها.
'أهل مصر' التقت بـ'أم رامي' أقدم بائعة 'عرائس مولد' بمركز إسنا جنوب محافظة الأقصر والتي سردت قصة كفاحها التي بدأت منذ صغرها بعدما أتت لها فكرة التصنيع صدفهً فلم تكن على البال والحسبان.
قبل 30 عاما بدأت فكرة تصنيع عروسة المولد لدى أم رامي عندما أحضر لها أخيها عروسة حلوى، فظلت تتأملها كثيرا لتزينها بالأوراق والأقمشة، ومن ثم بدأت في إهدائها إلى الأقارب، ليستقر الحال على تصنيعها بلاستيك لا تؤكل.
وتضيف 'أم رامي' صاحبة الـ 45 عاما إنها منذ 15 سنة مضت بدأت بتصديرها إلى التجار داخل محافظة الأقصر ويبلغ ثمن الواحدة 35 جنيها فأكثر حسب الشكل والحجم.
وأوضحت أن مراحل التصنيع تبدأ بتحديد الشكل عن طريق اختيار موديل وتجهيز مقاساته على الحديد أولا، ثم مرحلة تجهيز الملابس عن طريق الخياطة، لتبدأ مرحلة التثبيت على الشاسيه الحديد وأخيرا مرحلة التشطيب وهي إما بوضع الإكسسورات الجاهزة أو أضواء اليد الكهربائية، ومنها من يعمل بالبطاريات، لتعمل العرائس بعدة إمكانيات منها الحركة والأصوات والأغاني الدينية الخاصة بمولد النبي، ليستمر زمن تصنيع العروسة الواحدة خلال هذه المراحل مدة لا تتعدى 15 دقيقة، ولا يمكن تجاهل أي مرحلة منهم أو اختصارها في مرحلة واحدة، وتصنع في اليوم الواحد 10 عرائس.
كانت أم رامي تصنع ذلك داخل منزلها المبنى بالطوب اللبن ولكن في مولد النبي 2020 استأجرت محلا لتقوم بمهمتها الشاقة التي تسعد الآلاف من مواطني الأقصر عند شرائها ووضعها بالمنزل لترسم البهجة والسعادة على وجوه الأطفال والعائلات في بيوتهم خصوصا عند تبادل الزيارات.
واستكملت 'أم رامي' حديثها لـ'أهل مصر' إنها انفصلت عن زوجها منذ قترة زمنية لا تعد بعيدة لخلافات أسرية حدثت بينهما، وتتقاضى 400 جنيه شهريا معاش 'كرامة'، ولديها ولد في الصف الثالث التجاري رسب في سنه 3 وترك التعليم، وفتاة تركت التعليم أيضا قبل أن تكمل المرحلة الاعدادية، وظلت تساعدني في العمل.
واستطردت 'أم رامي' ابنة مركز إسنا بجنوب الأقصر قائلة: عقب انتهاء موسم المولد النبوي الشريف تعود إلى طبيعة عملها، وهي بائعة خضار حيث تنصب فرشها وتبيع الخضروات والفاكهة، ويقبل عليها الكثير من الزبائن وترضى بما كتب من الأرزاق فهي على الله.
لم يقتصر الأمر على بيع الخضار، بل سعت 'أم رامي' إلى تصميم 'غربال' سبوع الأطفال و'سبت الغسيل' لتضرب نموذج مشرفًا لسيدات الأقصر بل المرأة الصعيدية، متحدية العادات والتقاليد والأعراف التي تقيد الكثير من نساء الصعيد.