البليلة تخلق أجواء دافئة في البحيرة.. وبائع دمنهور: "مينفعش أقعد في البيت" (فيديو وصور)

كتب : إحسان شعبان

بسيارة مضيئة وأبخرة متصاعدة يقف شاب في العقد الثالث من عمره يُحيط به المارة لتناول الوجبات الدافئة منه تحت حبّات المطر، متحديا ظروفه المعيشية وبرد الشتاء، متخذا من الرصيف مسكنا لعمله.

' الشتاء مصدر رزقي مينفعش أقعد في البيت لما تمطر'، بتلك الكلمات بدأ 'محمد عوض فتحى ' صاحب عربة بليلة بدمنهور في البحيرة سرد معاناته تحت أمطار الشتاء لمواصلة عمله للإنفاق على ذويه، مشيرا إلى أنه اعتاد على العمل في تلك الصعاب.

مالك عربة بليلة يعمل تحت المطر بالبحيرة صاحب عربة بليلة يعمل تحت المطر بالبحيرة

وأشار فتحى، إلى أنه يحتمي من أمطار الشتاء بركن عربته تحت بلكونة إحدى العمائر لعلها تكون ساترا له من قسوة الجو، مضيفا أنه صمم شمسية قماشية بسيطة فوق عربته لكنها غير مجدية مع هطول الأمطار.

مالك عربة بليلة يعمل تحت المطر بالبحيرة

وأضاف صاحب عربة البليلة، أن عمله يرتبط بفصل الشتاء حيث يقوم بإعداد الأكلات الساخنة مثل البليلة، وأم على، والبطاطا بجميع أنواعها، لذا لا يستطع أن يمكث بمنزله عندما تتساقط الأمطار، مشيرا إلى أن هذه العربة تعد مصدر رزقه الأوحد كما أنها نفذت بالتعاون مع عدد من الشركاء.

وتابع فتحى، أنه عمل بتلك المجال منذ ما يقرب من 7 سنوات وذلك بالعمل بإحدى الكافيهات، لكنه اضطر لتركه ثم عمل على تلك العربة منذ 5 سنوات لكنه غير مستقر في مكان محدد لصعوبة الوقوف في الشارع، فهو دائم التنقل من مكان إلى آخر.

مالك عربة بليلة يعمل تحت المطر بالبحيرة صاحب عربة بليلة يعمل تحت المطر بالبحيرة

وأشار إلى أنه درس إلكترونيات لكنه لم يرغب في العمل بمجال دراسته حيث أن موهبته دفعته للعمل بتلك المهنة التي تعتمد على التذوق والإبداع في إعداد الطعام، مشيرا أن دخله يتماشى نسبيا مع متطلبات منزله حيث انه لديه 3 أبناء.

وبيّن أنه يقوم بإعداد ' البليلة وأم على والكسكي، والبطاطا' بشتى أنواعها ولديه زبائنه الخاصة به، مضيفا أن أسعاره في متناول الجميع، حيث أنها غير مكلفة كونه لا يقدمها في كافيه خاص، مضيفا أنه يعتمد في كل مكونات منتجه على الألبان والمواد ذات الطابع الريفي والنكهة الطبيعية، كما أنه يقوم بإعداد الطعام أمام اعين الزبائن لضمان الأكل المعد لهم.

مالك عربة بليلة يعمل تحت المطر بالبحيرة عربة البليلة

وتابع أنه قدم في وقت لاحق طلب تصريح لعمل كشك خاص به حتى يحسن من وضعه المعيشي، مشيرا إلى أنه تم الموافقة عليه ولكن داخل القرى، لكن هذه المهنة لا تتماشى مع القرى كما أنه يبدأ عمله من الساعة الـ 8 مساء حتى الثانية صباحا، مناشدا محافظ البحيرة بتعديل الموافقة حتى يتثني له تحسين دخله لتواكب حاجة أولاده وبيته من إيجار وكهرباء وغيرها، مضيفا أنه سيلتزم بكافة الشروط والضوابط التي تملى عليه.