مر عامان على افتقاد زوجها 'عامل النظافة' الذي توُفي بعد إصابته أثناء عمله، عاشت الجوع والحرمان بعده، فلم يحن أحد على أبنائها، عانت من ذل الاحتياج، وأوجعتها نظرات الشفقة من الآخرين لحالتها السيئة من منزل آيل للسقوط، وعدم قدرتها على توفير مستلزمات بناتها، تحملت كل هذه ودبرت أمرها من معاش الأرامل، لكنها شعرت بالعجز بعد خطبة ابنتها الكبرى واقتراب موعد زفافها ولا تستطيع شراء شيء من جهازها فقدمت استغاثتها.
قالت السيدة فاطمة عبد الناجي، أرملة عامل النظافة 'سليمان شحاته حسانين'، إنها كانت تعيش حياة هادئة بسيطة مع زوجها وأبنائها، في منزل من الطوب اللبن، بقرية الترامسة، التابعة لدائرة مركز قنا، كان راتب زوجها لم يكفِ شيئًا سوى توفير لقمة عيش أبنائهما الأربعة، كان عائلها الوحيد هو زوجها، لكن فجأة تبدلت حالتها، بعد إصابة زوجها في حادث.
منزل عامل النظافة المتوفي في قنا
وأضافت السيدة لـ 'أهل مصر' أنه في عام 2017 خرج زوجها كعادته إلى عمله، وعاد منه على المستشفى بعد إصابته في حادث أثناء العمل، على إثرها ظل جليسًا في المنزل شهور، تحسنت حالته الصحية شيئًا ما فقرر العودة للعمل مرة أخرى، لكن تأثر من الشمس وأصيب بالنزيف، ظل في المنزل مريضًا فترة حتى تُوفي في مارس 2019، لم يهتم بها أحد، ولم يساندها المسئولون في مصيبتها، ظلت تعاني بمفردها وتدبر أمرها طيلة هذه الفترة.
لم تطلب المساعدة من أحد، بل عاشت في منزلها الآيل للسقوط مع ابنتيها بمعاش الأرامل 'ألف جنيه' الذي لم يكفها للمياه والكهرباء شهريًا، ونجليها المتزوجين كل منهما في غرفة من الطين اللبن يعملان بالأجر اليومي وليس لديهما دخل آخر لمساعدة والدتهما، وظلت الأم بمفردها تنفق على ابنتيها بالأقساط تارة ومن ما تدبره من معاشها تارة أخرى.
لم تشعر السيدة فاطمة بالفرحة عند خطبة ابنتها الكبرى، مثل بقية الأمهات، بل زاد همها فلم تدرِ من أين توفر جهازها، وليس لها ميراث أو أحد من عائلتها لمساعدتها، لذلك لجأت لتقديم استغاثتها للمسئولين لتوفير جهاز ابنتها التي لم تشترِ منه شيئًا حتى الآن واقترب موعد زفافها، فقط هذا كل ما تطلبه فلم تنظر للمنزل الذي تخرج منه هربًا برفقة بناتها لحظة سقوط الأمطار للحماية بمنازل جيرانها، بل سعادة ابنتها الأهم بالنسبة لها، لذا تتمنى أن يتم النظر لحالتها ومد يد المعونة لها في زواج ابنتها.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
