'عجزه كان سببا في إبداعه'.. الكثير منا عندما يشاهدون أشخاصا من ذوي الإعاقة، ينظرون إليهم بعطف وشفقة، دون أن يعلم البعض أن لديهم إمكانيات فائقة، تجعلهم يبدعون ويتألقون في مجالات مختلفة.
رغم إعاقة 'مصطفى' الحركية، إلا أنه تغلب عليها وأصبح مبدعا، واستغل هويته المفضله في التطوير والابتكار، ولم تتمكن إعاقته من تعجيزه في تحقيق هوايته، ولكن كان دايما يحرص في مشاركة جميع المشغولات والمعارض حتى يبرز ابداعيه أمام الجميع، الذي كل ما كان ينظر إليه يستعجب على قدراته الفائقة.
محررة 'أهل مصر' مع الشاب المبدع
ويحرص 'أهل مصر'، دائمًا على إظهار المبدعين والمميزين إلى المجتمع، حيث التقى 'مصطفى حسين محمد' الذي أبهر الأسوانيين بشغله وعمله، ورغم اعاقته الحركية، وظروف عمله إلا أنه دايما ما يقضي وقت فراغه في الإبداع َالابتكار وكان دافعا وحافزا إيجابيا له، من خلال النحت الفراعنة والملوك، والأماكن الأثرية، ويفضل انه ينحت أصعب الأشكال التي تستغرق وقت طويل في استخراجه بشكل مميز.
يقول مصطفى حسين، البالغ من العمر 38 عامًا، من ذوي الاحتياجات الخاصة، إن لديه 3 أولاد وزوجته، ويعمل في الوحدة المحلية لمركز ومدينة كوم أمبو التابعة لمحافظة أسوان، مؤكدا أن إعاقته الحركية كانت سببا في إظهار مواهبه وإعطاء حافز الاستكمال، قائلا : 'عمر العجز ما كانت عيب ولا أن حد ينظر إلينا بنظرة عطف، لدينا مواهب متعددة جعلتنا لدينا مكانة كبيرة في المجتمع'.
'مصطفى' إعاقته الحركية جعلته ينحت ويبدع
وأضاف حسين، في تصريحاته لـ'أهل مصر'، أنه يمتلك موهبة تصميم المشغولات اليدوية المتنوعة، ومن أهمها مشغولات الأركيت، والتحف الفرعونية المميزة، مشيرًا إلى أنه شارك في العديد من المعارض، ويستطيع أن يطور نفسه وذاته حتى يساهم في زيادة رزقة، وعمله الأساسي تصميم مشغولات الأركيت، ومع مرور الوقت وبالاستعانة بالإنترنت وشاشات التلفاز أتقن صناعة المشغولات الفرعونية، ومن أبرزها توابيت المومياء، والقط الأسود، وغيرهما.
وأوضح أنه طور في طرق صناعة المشغولات من خلال مشاهدته للعديد من الوسائل التي ساعدته في الإبداع، مشيرا إلى أنه بدأ أن يحفظها في عقله ويخرجها في النور، قائلا:'أوجه صعوبات عديدة أثناء عملي في صناعة المشغولات بسبب الإعاقة الحركية'، إلا أنه يفضل أن يكون له بصمة مميزة في تنفيذ المشغولات اليدوية.
'مصطفى' إعاقته الحركية جعلته ينحت ويبدع
وأردف مصطفى، أنه يستخدم أثناء صناعة النحت، مادة البلاستر والجبس في تصنعها، ومن أبرزها توابيت المومياء الفرعون، وتمثال أبو الهول بعدة ألوان، ونفرتيتي، والقط الفرعوني ذو اللونين الأبيض والأسود، والأهرامات بألوان مختلفة، لافتا إلى أن مادة البلاستر التي يتم استخدامها في تصنيع هذه الأشكال، يقوم بشراؤها من محافظات أخرى أبرزها محافظة قنا، هي والخامات التي يستخدمها في صناعة مشغولاته اليدوية، وعلى الرغم من صعوبة المسافة والموصلات ولكنه مصدر رزقه الوحيد حتى يستطيع الإنفاق على أولاده.
وطالب خلال حديثه لـ'أهل مصر'، من الجهات التنفيذية دعم فئات الاحتياجات الخاصة، وتقديم المساعدة والدعم لجميع الفئات، وتطوير مواهبهم وتوفير كافة الإمكانيات التي يحتاجونها في عملهم، واتقان كل الحرف اليدوية التي يعملوا بها، حتى يساهم في توفير المعاناة التي يمروا بها لشراء الخامات وتسويق المنتجات.
'مصطفى' إعاقته الحركية جعلته ينحت ويبدع
و اختتم حديثه، لافتا إلى أنه مخصص مكان داخل منزله لأعماله وتعد ورشة مصغرة، بجانب قوالب للاشكال الفرعونية، يقوم من خلالها بتصميم وتصنيع، ويتم صناعة المشغولات الفرعونية وبداية من عمل الأشكال وتركها حتى تجف ثم تلوينها وتركها مرة أخرى، ويتم تلميعها باستخدام ورنيش الأساس، أو طلاء الأظافر، وبعد ذلك يتم الافتراش بها في نفس منطقته على منضدة حتى يلفت نظر الأجانب لها، أو المشاركة في المعارض.