اعلان

"أميرة" مدربة كاراتيه تحدت العادات الريفية بالشرقية: "تقاليد المجتمع منعتني أكون بطلة" (فيديو وصور)

قصة "أميرة" مدربة كاراتيه تحدت العادات الريفية بالشرقية
قصة "أميرة" مدربة كاراتيه تحدت العادات الريفية بالشرقية

بدأ مشوارها مع الكاراتيه منذ نعومة أظافرها، إذ اتخذته وهي في عمر 8 سنوات، وسيلة للدفاع عن النفس، من بطش أخيها الذي يصغرها بعامين، كان دائم تسديد الضربات المؤلمة لها رغم سنواته ال6، ربما كان هدفها حينئذٍ أمام أسرتها مُزحةٍ أو فكاهة، إلا أنهم نفذوا رغبتها عن كثب، وحفزها والدها وأعطاها إشارة البدء، لتتم نحو 18 عاما في ممارسة اللعبة، ثم اتخاذها وسيلة لتعديل سلوكيات أطفال قريتها.

إنها أميرة حمدي شرف، تبلغ من العمر 26 عاما، حاصلة على بكالوريوس تجارة واقتصاد من جامعة الزقازيق، من إحدى قرى محافظة الشرقية، تقول: 'بدأت ممارسة اللعبة منذ كان عمري 8 سنوات، للتصدي لضرب أخي الأصغر، لتكبر الفكرة معي في مراحل عمري، ولم تتغير إذ ظللت أتعامل بها كونها وسيلة دفاعية عن نفسي، متابعة: 'لم أكتفِ بالكاراتيه، فتنوعت في ممارسة الرياضات الأخرى بجانبه، مثل التايكوندو، الكونغفو والبوكس، إلا أن تركيزي الأكبر انصب على الكاراتيه، ونلت أحزمة عديدة، حتى وصلت لحزام أسود 3 دان، كما حققت بطولات ومراكز على مستوى المحافظة، إلا أنني لم يسمح لي من قبل أسرتي المشاركة في البطولات على مستوى الجمهورية'.. حسب قولها.

'أميرة' مدربة كاراتيه تحدت العادات الريفية

وتابعت: 'رغم موافقة أسرتي على استمرار ممارسة الكاراتيه، إلا أنهم قيدوني بعادات الريف، فكانت دائما والدتي رحمها الله مستاءة من استمراري باللعب، وهكذا والدي كان يرفض سفري لمحافظات أخرى، فلم أستطع استكمال البطولات على مستوى الجمهورية، متابعة: 'كنت أود اكتساب خبرات جديدة وأن اتقدم في الكاراتيه وكذلك أن أكون بطلة مصنفة، مؤكدة: 'لازم أحقق حلمي واللي ما قدرتش أعمله زمان ها أعمله الأيام الجاية وتحديدا بعد انتهاء كورونا، وها أحقق ذاتي وأكون كيفما شئت ورغبت'.

قيدتها ظروف مجتمعها الريفي، إذ كانت تعاني من تساؤلات جيرانها كلما ذهبت للتمارين أو ممارسة عملها باستاد الشرقية الرياضي كمدربة، كما واعتادوا استنكاره بجمل محبطة لها.. على حد قولها، وهذا ما قابلته في مشروعها الخاص حول تدريب الأطفال وتمرينهم على ممارسة الكاراتيه، من قبل الأهالي بذات القرية، حول النادي الخاص بها كمشروع تربوي وتوعوي باستخدام الرياضة وكذلك تعديل السلوكيات للأطفال في الريف، من صعوبات وتحديات على نفس الوتيرة التي قابلتها منذ بدء مسيرتها.

'أميرة' مدربة كاراتيه تحدت العادات الريفية

تضيف 'أميرة': يعاني أطفال الريف بشكل كبير من الفراغ وهو بدوره قد يؤثر على سلوكياتهم وبقائهم في الشارع دون هدف لفترات طويلة قد تؤثر سلبا على أخلاقياتهم وسلوكياتهم، وليس لديهم ثقافة ممارسة الرياضة أو حتى الرحلات العلمية والترفيهية إلا القليلين منهم وكذلك في نطاق ضيق، متابعة: كنت أسمع ألفاظ الأطفال كما وكان يحزنني أوقاتهم المهدرة في الشارع، فقررت إنشاء مشروع أستثمر خلاله الأطفال بأقل التكاليف، مستخدمة دراستي في الاقتصاد لعمل دراسة جدوة، وفي ذات الوقت قصدت إكسابهم القدرة على تعلم الفنون القتالية، وحاولت جاهدة تغيير سلوكياتهم وتعديلها، للدرجة التي جعلتهم يرتبطون بي معنويا، بل وأصبحت قدوة لهم'.

وتشعر بالرضا فتقول: استطعت أن أعلمهم فن الحديث وكذلك حسن الاستماع والإنصات، أحاول جاهدة على تهءيب أخلاقهم وتغيير سلوكياتهم للأفضل، وكذلك أوجههم لحسن إدارة الوقت والتوفيق بين الرياضة والمذاكرة، مؤكدة أن كل المتدربين معها من المتفوقين دراسيا وهذا لأن الرياضة ترفع نسبة الذكاء وتعمل على اتقاد الذهن.. حسب قولها، كما وتحفزهم على حفظ القرآن وكذلك مشاركة أهاليهم في حل مشكلاتهم، وهي أسمى غاياتها حسب قولها.

'أميرة' مدربة كاراتيه تحدت العادات الريفية

وتقول إنها قابلت مصاعبا من قبل الأهالي في البداية، فخوف الأهالي كان يعترض رغبة أطفالهم في ممارسة الرياضة وحب التجربة، إذ كان الأهالي يرفضون لعب الأطفال من البنات للكاراتيه خشية من فقد عذريتهم وكذلك خروجهم لممارسة الرياضة أمرا لا يستحق حسب وجهة نظر أولياء الأمور، بينما كانوا يرفضون لعب الأطفال من الذكور خشية التكلفة والماديات.. حسب قولها.

وأوضحت أميرة إنها قابلت رفضهم بتفهمه ومحاولة إقناعهم، فهي واحدة من أبناء الريف وعايشت بنفسها هذه القيود منذ صغرها إلا أنها أرادت أن تخلص هؤلاء الأطفال من شبح الأفكار والمعتقدات الخاطئة من قبل أهاليهم، وأرادت أن تحررهم قدر المستطاع حسب معتقداتها باستخدام الرياضة وتقوية شخصياتهم وبناء أفكارهم، وكانت بدايتها مع الأطفال أبناء أشقائها ثم توسعت الدائرة لتشمل عددا لا بأس به من أطفال بل وشباب القرية.

'أميرة' مدربة كاراتيه تحدت العادات الريفية

وما زالت الدائرة تتسع فلن تتوقف أميرة عن مواصلة واستمرار السعي لتحقيق حلمها الأكبر في نشر ثقافة اعتناق الرياضة كمبدأ حياة وكذلك تغيير عادات بالية في الريف، وتؤكد ذلك بقولها: استطعت تغيير بعض أفكار الأهالي بعد معاناة، مستخدمة كل الإمكانيات المتاحة رغم بساطتها من إمكانيات مادية وثقافية'. واستطاعت تدريب 86 طفل على مدار سنتين، وكذلك مشاركتهم في بطولات ومراكز، كما اعتادت على إعداد حفلات لهم ومسابقات جري وغيرها من الفعاليات الخاصة بها ومجموعة متدربيها من الأطفال والشباب في قريتها.

وتتابع أميرة بقولها: مرنت فتاة منتقبة كانت تبلغ من العمر 20 عاما، في الوقت الذي يرفض الكثير تدريبهن بل واستطعت توصيلها لمرحلة الاختبار لافتة إلى أنه من ضمن الحاات الأكثر غرابة قابلتها، هذا بالإضافة لتمرين أشخاص من فئات عمرية مختلفة أكبرها كان رجل يبلغ من العمر 55 عاما، فضلا عن تدريب فتاة ماليزية عمرها 27 عام وساعدتها في الحصول على حزام بني كيو قبل مرحلة الحزام الأسود، كلها انتصارات صغيرة تشير لها بالاستمرار ومواصلة تحقيق الحلم.. حسب تعبيرها، كما ومرنت دكتورة جامعية وعمرها 42 سنة على ممارسة الكاراتيه، اذ قالت إنها حرمت من اللعبة بسبب رفض أهلها وكانت طفلة صغيرة وقتئذ.

'أميرة' مدربة كاراتيه تحدت العادات الريفية

وتقول أميرة اعتادت منذ طفولتي على مواجهة التحديات وتحدي الصعوبات، فمشكلتي الأولى تبدأ كوني من فتيات الريف وهذا أكبر تحدي نظرا لمعايشة عادات وثقافات منعتني في وقت سابق من تحقيق أهدافي، لافتة إلى عقبة وزنها الزائد منذ صغرها الذي كان يمثل حرجا لها وافقدها الثقة بنفسها بعضا من الوقت، بل وكانت تلاقي كلمات مسيئة واحباطات من الخصوم لها في المباريات بأن وزنها سيحول بينها وبين ممارسة اللعبة والفوز، وتؤكد: 'كلها أسباب محبطة لكنني لم أتراجع عن تحقيق أهدافي وكنت أحقق دائما فوزا مرضيا، وسأحقق حلمي ولن أسمح للعادات الريفية الخاطئة أن تعرقل خطوات النجاح التي في وقت سابق منعتني أن أكون بطلة مصنفة، لكن سأكون مدربة مصنفة في الفترة القادمة، وسيظل الأطفال مشروعي القومي، الذي عاهدت نفسي بأن أتبناه، في محاولة لإصلاح ولو جزء بسيط من القاعدة الأساسية للمجتمع، فالأطفال هم عماد المجتمع.. حسب تعبيرها'.

'أميرة' مدربة كاراتيه تحدت العادات الريفية

'أميرة' مدربة كاراتيه تحدت العادات الريفية

'أميرة' مدربة كاراتيه تحدت العادات الريفية

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً