يعاني أهالي عزبة السراسوة التابعة لمركز مشتول السوق بمحافظة الشرقية، من عدم وجود فرن بلدي 'طابونة'، مما يضطر الأهالي للترجل يوميا في ساعات الفجر نحو 6 كيلو مترات، سعيًا لشراء الخبز المدعم من أقرب فرن في قرية دهمشا المجاورة لهم، ويخشون على الأطفال والسيدات من السير في قلب الأراضي الزراعية في الصباح الباكر كل يوم.
وروى عاطف حسني، أحد أبناء عزبة السراسوة، تفاصيل معاناتهم من أجل حصولهم على رغيف الخبز، قائلًا: 'أسعى منذ عام 2008 لافتتاح مخبز بلدي يخدم العزبة وتوابعها، وتكلفت نحو أكثر من 200000 'مائتي ألف جنيها' حتى انتهيت من كامل معداته وجعله جاهزا للعمل على أتم وجه، متابعا: 'كنت قد قدمت على طلب افتتاح مخبز بلدي في عام 2008 بمقر ديوان المحافظة، في إدارة التموين، وبالفعل تمت الموافقة من قبل المحافظ، وتمت معاينة المكان المخصص لإقامة الفرن في العزبة، وبالتالي الموفقة عليه وفقا لمطابقته للمواصفات، وتم تجهيزه بكافة الإمكانيات اللازمة التي تكلفت فيها نحو 200 ألف جنيه، وجاهز للإفتتاح منذ 12 عام'.
معاناة أهالي 'السراسوة' من أجل 'رغيف الخبز'
ويضيف 'حسني' لـ 'أهل مصر': 'ظللت أطرق أبواب المسئولين منذ عام 2008 وحتى عام 2020، من أجل الموافقة على المشروع الذي يعد بمثابة حياة بالنسبة للأهالي في العزب والقرى المجاورة، دون إجابة لطلبي وكذلك طلب كثير من الأهالي، لافتا إلى إصابته بجلطة في المخ في أول عام 2020، أقعدته تماما عن الحركة وأفقدته القدرة على النطق وقطعت مواصلته في السعي لاستكمال المشروع حلم الأهالي'.
ويؤكد 'حسني'، أنه تلقى إخطارا من قبل وزارة التموين يفيد بموافقة الوزير بعد نحو 12 عام من الانتظار على افتتاح الفرن وبدء تشغيله، إلا أنه كان على فراش المرض وعاجزا عن التحرك في إجراءات التنفيذ، مشيرا إلى أن مديرية التموين وصلها خبر مؤكد بوفاته، مما صعب كافة الإجراءات وقتها'.. وكذلك أدى للتأخر وبالتالي تم سحب الطلب، وضاعت الفرصة على الأهالي مجددا بتحقيق حلمهم.
المواطن عاطف حسني
وأشار 'عاطف حسني' إلى أنه تقدم بطلب التماس لوزير التموين، موضحا في مضمون ما مر به من ظروف صحية جعلته طريح الفراش، ليلتمس من الوزير وكذلك المحافظ تجديد الموافقة على افتتاح الفرن البلدي واستلام حصة الدقيق الخاصة بمخبزه من أجل ألاف المواطنين المنتظرين لرغيف الخبز والحصول عليه دون عناء وخوف، ملتمسا من وزير التموين تجديد الموافقة التي تم إلغائها بسبب ظروفه المرضية'.
وقال أحد الأطفال من أبناء القرية واصفا معاناته في الحصول على الخبز: 'نفسي نعمل فرن في العزبة، لأني بخاف أروح الصبح بدري أجيب العيش من الطابونة البعيدة، لافتا إلى أن والدته كانت تغيبه عن المدرسة لشراء الخبز بدلا عنها وكان يفقد بعض الدروس الهامة'.
معاناة أهالي 'السراسوة' من أجل 'رغيف الخبز'
فيما قال أحد رجال القرية: 'بنضطر نروح نشتري الخبز من الطابونة القريبة مننا على بعد 6 كيلو، ونعطل مصالحنا وأشغالنا خوف على الأطفال من الطريق الصبحية، متابعا: 'دا غير إن الخبز بيوصلنا محروق وما ينفعش للأكل، مطالبا وزير التموين بالموافقة على استكمال الفرن الكائن في عزبته محل إقامته تجنبا للعناء'.
معاناة أهالي 'السراسوة' من أجل 'رغيف الخبز'
معاناة أهالي 'السراسوة' من أجل 'رغيف الخبز'