حكاية المصري ابن الزقازيق الذي بكاه أهل العراق وأقاموا له عزاء (صور)

أهل العراق يبكون المواطن المصري
أهل العراق يبكون المواطن المصري

ترك وطنه الأم مصر، قاصدًا دولة العراق الشقيقة، كان في البداية مغتربًا كأي مهاجر، ربما شعر بالوحدة والغربة، توالت الأيام واستقر في جنوب العراق، تحديدًا محافظة ميسان قضاء الميمونة، عمل نجارًا ذاع صيته بين العراقيين، خلق علاقات اجتماعية مع العراقيين ممزوجة بالود والمحبة، صار شاعرًا بأنه مصري عراقي، أحب العراق ومكث فيها وقرر قضاء بقية حياته على أرضها.

إنه المواطن المصري 'علي عزت المصري'، الذي غادر مصر منذ نحو 4 عقود من الزمن، وفي الوقت نفسه كان برفقته أشقاء مصريين كانوا قد غادروا مصر خلال التوقيت الذي غادر فيه مصر هو أيضًا، لكنهم قرروا العودة إلى مصر مجددًا، وظل هو غير قادر على مغادرة العراق لارتباطه ارتباطًا وثيقًا بأصدقائه العراقيين، واستكمل حياته هناك، ليتفاجىء بأنه مر نحو 38 سنة على بقائه في العراق، لم يشعر خلالها بالغربة ائتلفه العراقيون وصاروا أخوته، يشاركهم ويشاركونه كل المناسبات، صار بالفعل واحدًا منهم.

أهل العراق يبكون المواطن المصري

أهل العراق يقيمون عزاء للمواطن المصري

ومن المؤكد أنه لاقى طلبات عديدة وإلحاح من أهله وذويه، يؤكدون عليه العودة إلى وطنه، ولأنهم كانوا دائمًا يبثونه مشاعرهم الحميمية ويصفون له كم يشتاقون إليه، إلا أن شوقه إليهم لم ترجح كفته في مقابل كفة عشقه للعراق وأهلها، لكنهم أصروا في إلحاحهم وبالفعل أقنعوه بالعودة لمصر والبقاء فيها، حتى وإن اكتفى بزيارة لهم، يطمئنون عليه وهو كذلك، وبالفعل بعد مرور 38 عامًا وافقت رغبته طلبات أهله ونزل إلى مصر بعد سفر دام 38 عامًا.

وفي الأيام التي كان يستعد فيها لمغادرة العراق، كانت المجالس لا تنفض من حوله، زاره كثير من العراقيين رفاق السنوات الماضية الكثيرة، رفاق العشرة والمحبة والوفاء، كانوا يودعونه وبالفعل في اليوم الذي حان موعد السفر ذهبوا معه جميعًا إلى مطار البصرة ليودعوه، لكنهم كانوا يودعونه إلى مثواه الأخير لكنهم لم يعرفون، تبادلوا العناق والمحبة والوداع، ومضى كل منهم إلى وطنه، وظل يستمع إلى صوت أهله الذي لطالما طالبه بالعودة إلى مصر والزواج من مصرية وتكوين أسرة لكن هيهات بعد ما انقضى العمر.

أهل العراق يبكون المواطن المصري

أهل العراق يبكون المواطن المصري

ركب الطائرة وفي عينيه دموع الألم لفراق وطنه الثاني وأحبته، وهم كذلك كانوا يبكون فراقه ألمًا لكنهم بكوه بحرقة بعد سفره لمصر، خاصة بعد علمهم بخبر وفاته بنوبة قلبية، من بعد عودته إلى مصر بفترة قليلة، حدادًا على روحه، ووفاءً لعشرته وصداقتهم به، وقد فارق الحياة في فبراير الجاري من عام 2021م.

وعلى الفور عندما علم رفاق عمره وأصدقاء السنوات الماضية في العراق وتحديدًا مدينة الميمونة، قرروا إقامة عزاء و'قراءة الفاتحة' على روح شقيقهم المصري الذي عاش بينهم طيلة 38 عامًا كأنه واحدًا منهم، لا يعرفون جنسياتهم ولا يفرقون بينهم، وتم إقامة الفاتحة في حسينية المرحوم عبود الحاج محمد الخزعلي، ليضرب العراقيون مثلًا في الوفاء والمحبة والإخلاص، وأنه ليس بجديد عليهم، وليس بجديد أو وارد على العلاقات القوية بين الشعبين المصري والعراقي الأصيلين.

أهل العراق يبكون المواطن المصري

أهل العراق يبكون المواطن المصري

أهل العراق يبكون المواطن المصري

أهل العراق يبكون المواطن المصري

المصري المتوفي

المصري المتوفي

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً