فتاة متعددة المواهب.. "رينو" صانعة السعادة في الشرقية.. تُجيد الـ "باريستا وخيّالة ومُعلّمة لغة عربية وأخصائية توحّد" (فيديو وصور)

"رينو" 5 صنايع بالشرقية
"رينو" 5 صنايع بالشرقية

تُطلق على نفسها 'مجنونة' ربما لأنها مغامرة ولا يحد طموحها ورغباتها شئ، تفكر، تدرس مشاريعها وخطوات حياتها ثم تأخذ قرارتها الصائبة، حول أفكارها التي يعتبرها البعض غريبة الأطوار أو صعبة التنفيذ، ثم تنطلق في طريقها بثقة وحب، تنفذ أمنياتها وأحلامها، تعيش شخصيات مختلفة حسب كل مجال تهواه، فنجدها خيّالة عاشقة للفروسية والخيل، معلمة لغة عربية، وكذلك أخصائية توحد لعشقها لمجال التربية الخاصة، الذي يتسق مع حبها للخير الذي اتخذته طريقا منذ مرحلة دراستها بالثانوية العامة، لإسعاد الأطفال والمرضى، كما أنها نجحت في مشروع الـ 'باريستا' والذي يعد بعيدا كل البعد عن كل المجالات سابقة الذكر التي تعمل بها.

إنها 'رنا علاء الدين الصباغ'، الشهيرة بـ'رينو'، فتاة ثلاثينية مقيمة بمدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية، حاصلة على بكالوريوس التربية قسم اللغة العربية، وطالبة ماجيستير في التوحد بكلية علوم الإعاقة بجامعة الزقازيق، كما إنها رئيس مجلس إدارة لإحدى الجمعيات الخيرية، وأبرز هواياتها الفروسية أو ركوب الخيل.

تقول 'رنا': 'إنها ولدت في الأردن حيث مقر عمل والدها، أحبت ركوب الخيل منذ طفولتها المبكرة، وهناك يتوافر الخيل بكثرة، وبعد سنوات قررت أسرتها القدوم إلى مصر والاستقرار فيها، فرحت كثيرا خاصة وأنها ستقيم في محافظة الشرقية رمز الخيول الأصيلة، لكنها فوجئت بأن حلمها سيظل مع إيقاف التنفيذ، وذلك لعدم توافر نوادي خيول بمدينتها تمارس فيها ركوب الخيل، وبعد عدة سنوات اكتشفت مهرجان الخيول العربية الذي يقام في كل عام في مدينة بلبيس، ظلت تتابعه بشغف إلا أن عرفت بالصدفة نادي خاص للتدريب على ركوب الخيل والفروسية.

قبل أن تبدأ 'رنا' في التدريبات في نادي الخيول الخاص، كانت تركب الخيول كلما أتيحت لها الفرصة، وتضيف: 'صارت بيني وبين 'ياسمينة' الخيل صداقة منذ أول يوم ذهبت للتمرين، وهذه طبيعة الخيل الوفاء والصداقة بينها وبين البشر، متابعة: 'أنا أول فتاة تتدرب على ركوب الخيل في الشرقية، ووجدت سيدة ستينية تتدرب هي الأخرى، ومع الوقت كنت أفكر في تنفيذ ثقافة تجول الخيل في الشوارع، لكن الطرق غير ممهدة للخيل، وبالتالي بفكر تجهيز مكان خاص مناسب للخيل وذلك حرصا على سلامتهم'.

تشير 'رنا' إلى عشقها للخيل لأنها وسيلة تسعدها كما أنها تنسى همومها وهي تمتطي الخيل، وتشعر بالحرية، :'بحس إني طايرة وواصلة للسما'.. حسب قولها، لافتة إلى أن الخيل يتفاعل معها ويشعر بها كما لو كان صديقا محبا لها يشعر بها وتشعر به، واستطاعت بحبها للخيل التقدم في الفروسية اجتياز مراحل عديدة مثل المشي walk، والـ trott وهي مرونة الفاس على ظهر الخيل، والمرحلة الثالثة وهي حركة الخيل الـ counter، وايضا القفز jump، وأكدت على الفائدة الرياضية التي عادت عليها بفائدة، وهي تقوية عضلات الساق والفخذين، وكذلك صحة وسلامة العمود الفقري، لأن ركوب الخيل يعد تمارين جيدة وصحية له.

رنا شابة طموحة، تعمل كمعلمة لغة عربية لطلاب المرحلتين الإبتدائية والإعدادية، وتعمل في مدرسة خاصة، لم تكتف بعملها بشهادتها بل اتجهت لمجال أحبته وهو التوحد وعالم التربية الخاصة مع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وبالتحديد مرضى التوحد، فضلا عن أنها طالبة ماجيستير في ذات المجال، وتعطي جلسات علاجية لهؤلاء الأطفال التوحديين، ورسالة الماجيستير الخاصة اشارت فيها لاستخدام الخيول كوسيلة لتنمية مهارات أطفال التوحد، وذلك من خلال ملاحظتها اندماج الطفل مع الخيل وبالتالي قدرته على الإندماج ولو جزئيا في العالم المحيط وتكوين صداقات معهم، فاتخذته وسيلة لعلاج الطفل ودمجه في المجتمع.

اعتادت 'رنا' أن تنام قليلا، فهي تنام حوالي 6 ساعات في اليوم، وتستيقظ دائما في الصباح الباكر، وتنظم وقتها جيدا من خلال جدول مواعيد، وتقول: 'سعيت في تجهيز أكاديمية لدمج الأطفال المتوحديين مع الأطفال الطبيعيين، وذلك فيه مصلحة وخير للطرفين، فالتوحديين يستطيعون الإندماج مع غيرهم، والطبيعيون يتقبلون الغير بل ويتعودوا على مساعدتهم وكذلك نجعلهم ينبذون التنمر من خلال الدمج، لافتة إلى أن مشروعها لم يكتمل بسبب أجواء كورونا، لكنها لم تتوقف عند الإنتظار، وسعت لتنفيذ مشروع آخر تتربح منه، فعملت كباريستا أو ثانعة مشروبات ساخنة، ولكن المفاجآة هي عملها في الشارع، مستخدمة 'بايك' أو دراجة كلفتها في صناعتها نحو 15 ألف جنيه.

وتوضح 'رنا' كيف اكتسبت الفكرة قائلة: 'الفكرة بدأت من إسكندرية وبورسعيد، شفت بنات على الكورنيش بتبيع مأكولات سريعة وعصاير ومشروبات مستخدمة 'بايك'، وقلت أنفذها في الزقازيق، وقتها لقيت اعتراض من أهلي، ولكني أقنعتهم وأصحابي شجعوني، متابعة: 'قابلتني مشاكل في البداية مع المرافق لكن مشيت قانوني من البداية، وأفضل حاجة لقيتها تشجيع الناس ليا، وبقوا يطلبوا مني طلبات مخصوص وأنا بطور من نفسي علشانهم، موجهة نصيحة للشباب بأن يعملوا ويتحدوا الظروف وأن فكرة البايك بسيطة ومربحة، كما أنها تساهم في إضافة عمالة حيث يعمل معها شابين يدرسان بالجامعة'.

'رينو' 5 صنايع بالشرقية

وتقول 'رنا' إنها اعتادت المشاركة في الأعمال المجتمعية منذ تطوعها في جمعية رسالة وهي في الثانوية العامة، وهذا جعلها محبة لعمل الخير كما أنها تساعد الأطفال مرضى السرطان، وكذلك المحتاجين للمساعدات والفتيات الأيتام التي بحاجة لجهاز عرائس وغيرهم، متابعة: 'اتعلمت من كل مجال شاركت فيه حاجة، فأنا تعلمت أصنع البسمة من خلال مشاركتي في أعمال الخير، كما تعلمت الصبر من خلال التعامل مع مرضى التوحد، وكذلك التعامل مع كل إنسان على أنه إنسان فريد وكل شخص أعامله بطريقة تناسبه، وأيضا اكتسبت الجراءة والقدرة على التعامل مع المواقف الصعبة من خلال عملي في الشارع على البايك او عملي كباريستا'.

وتختتم 'رنا' حديثها لـ 'أهل مصر': 'أنا بقول إني مغامرة ودا حقيقي لأني ما بخبش حاجة توقفني عن طموحاتي، وكل فكرة بدرسها وبعدين أنفذها وشايفة إني نجحت في خطوات كتير وحققت بعض الأحلام، لكن لسه في أحلام جاية كتير، وانا ما بعرفش المستحيل، وأكيد اللي عايز حاجة لازم يحققها ويجعلها هدف واجب الوصول له، لإن الحياة من غير هدف مالهاش طعم، وأكيد لو بطلنا نحلم نموت، ها نفضل نحلم وها نقدر نحقق أحلامنا'.

'رينو'

'رينو' 5 صنايع بالشرقية

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً