'المؤمن دائما مصاب والابتلاء من عند الله يكون اختبارا كبيرا على الصبر والتحمل، بنتي اتولدت بإعاقة ذهنية ولم أيأس ونظرت إلى محنتي على أنها نهاية المطاف، وكان يجب أن أرسل برسالتي إلى الله سبحانه وتعالى، وأرفع يدي إلى السماء باكية ولست شاكية، وأقول له أعنّي يا الله'، بهذه الكلمات بدأت عزة الشيخ، والدة الفتاة 'إسراء' التي تعاني من إعاقة ذهنية، حديثها لـ'أهل مصر'، حيث روت قصة نجلتها التي تفوقت على إعاقتها وأصبحت تُبدع في فن الخرز كما أنها بطلة سلّة والأولى على الجمهورية في المسرح والغناء.
في أحد أركان معرض بازار السعادة ببورسعيد، التقت 'أهل مصر' بالفتاة إسراء وهي جالسة إلى جوار والدتها وعينيها حائرتين، وبنظرة كلها براءة وابتسامة جميلة و كأنها تخرج من طفلة، ترحب 'إسراء' صاحبة الـ 25 عامًا، والمصابة بشلل دماغي من الدرجة الثالثة، بضيوف معرض بازار السعادة، وتنظر إلى الأشغال اليدوية التي تقوم بصُنعها وكأنها تفتخر بتلك المائدة التي أمامها وتعلن عنها بابتسامتها العريضة.
إسراء ووالدتها في معرض بازار السعادة
وقالت عزة الشيخ، والدة 'إسراء'، إن ابنتها وُلدت بإعاقة ذهنية 'شلل دماغي من الدرجة الثالثة'، ولم تُدرك مرض ابنتها إلا عندما أصبح عمرها 8 أشهر، مضيفة: 'لم أترك طبيبا إلا وذهبت إليه لعلاجها ولكن دون فائدة، وفي بداية الأمر كان الطبيب يكتب لها علاجا عبارة عن (منوّم) ولكني رفضت ذلك فقال لي هل تتحملي أعبائها؟، قلت له: نعم، أنا أستطيع التعامل معها؛ فهي ابنتى ولابد أن أتقبل الأمر الواقع وأتعايش معه، وبالفعل كان الأمر صعبا للغاية في بدايته إلا أنه أصبح معتادا بالنسبة لي، فنموها العقلي لا يتناسب مع عمرها'.
إسراء تتغلب على إعاقتها الذهنية بالرياضة وحفظ القرآن وشغل الخرز
وأضافت والدة 'إسراء': 'رسمت طريقا مختلفا لابنتي، وكان لابد وأن أسير بجوارها؛ فهي تحتاجني في كل وقت، التحقت إسراء بمدرسة الفكرية، واهتمت بالرياضة، والفن، وحصلت على المركز الأول على مستوى الجمهورية في المسرح بمسرحية لفريق التحدي، واهتمت أيضا بالغناء وحصلت على المركز الأول وتدربت على لعبة كرة السلة، وفي عام 2019، سافرت إلى الإمارات العربية المتحدة وحصلت على المركز الثاني في بطولة السلة'.
وتابعت الأم: 'اهتميت بتنمية الجانب الديني حتى يقويني الله ويعينني على تلك المحنة، واستطاعت إسراء حفظ جزء من القرآن الكريم وهو جزء 'عم'، وضعف بصرها وحدث لها ضمور في شبكية إحدى عينيها، ولكن مع ذلك لم أيأس أبدا من رحمة الله، وكان عندي أمل دائما بأن الله سوف يقف بجواري ولم يخذلني أبدا وبالفعل كانت دائما المواقف الصعبة تمر، وفي ظل تلك الظروف كنت أعافر مع الزمن من أجل توفير احتياجات أبنائي الثلاثة ياسمين التي تخرجت من كلية التجارة ومحمد الطالب بالمرحلة الإعدادية وإسراء التي بلغ عمرها 25 عاما، وأتمنى من الله أن يمنحني طول العمر من أجلها فليس لها غيري بعد الله'.
إسراء ووالدتها في معرض بازار السعادة
إسراء تغلبت على إعاقتها الذهنية بالرياضة وحفظ القرآن وشغل الخرز
إسراء تغلبت على إعاقتها الذهنية بالرياضة وحفظ القرآن وشغل الخرز