في ظل ما تشهده الأوساط المجتمعية من حالة من الغضب والضيق والحزن، خاصة في محافظات الوجه القبلي يشأن ما صدر من أحد الإعلاميين بإحدى القنوات الفضائية حول قيام أهالي الإقليم بشحن بناتهم ونساؤهم إلى محافظة القاهرة للقيام بأعمال الخدمة بداخل المنازل.
التقى 'أهل مصر' إحدى سيدات الوجه القبلي والتي ضربت أمثلة طيبة لتحمل المسؤولية تجاه أسرتها وأولادها، وتربية 8 أطفال حتى أصبحوا رجالا وسيدات، على مدار 25 عامًا ماضية منذ وفاة زوجها، وعطائها مستمر حتى الآن.
ففي قرية بني سليمان الشرقية التابعة لمنطقة شرق النيل ببني سويف، تقيم الحاجة 'صالحة عبدالعزيز'، والتي تبلغ من العمر 75 عاما، برفقة أولادها وأحفادها، والتي أكدت، أن نساء الوجه القبلي يضربن الأمثلة الطيبة والمكافحة لتحمل المسؤولية تجاه أبنائهن.
الحاجة 'صالحة' خلال حديثها لـ'أهل مصر'
وقالت 'الحاجة صالحة'، إنها قامت بتربية 8 أطفال، بينهم طفلين صغيرين من أبناء زوجها، وكانا في أعمار صغيرة، عقب ترك والدتهما لهما، مشيرة إلى أنها قررت في ذلك الوقت القيام بتربية الطفلين برفقة أبنائها الـ6 الآخرين.
وأضافت أنها قامت بالعمل في تجارة البيض والسمن والجبن والتين الشوكي، حتى تستطيع الإنفاق على أولادها وتوفير مٲكلهم وشرابهم وكافة مصروفات التعليم وحياتهم الشخصية والدراسية وكافة ما يحتاجونه من المصاريف.
وأشارت إلى أنها كانت تسير على قدميها لمسافة 2 كيلو متر يوميا، من منزلها بقرية بني سليمان الشرقية حتى قرية تل ناروز بمجلس قروى بياض العرب بمدينة شرق النيل، للوصول إلى مكان عملها الخاصة بالبيع والشراء.
الحاجة 'صالحة' خلال حديثها لـ'أهل مصر'
وأكدت أنها كانت تتحمل مشقة الذهاب يوميا حاملة على رأسها 'البضاعة الثقيلة'، في الصباح الباكر سيرا على قدميها، حتى وصولا إلى أماكن بيعها، وحتى تعود في المساء، وكانت بها ابتسامه تعلو وجهها وسعادة لا توصف ولا تنتهي أثناء إحضارها للمأكل والمشرب لأولادها، مفضلة ذلك التعب والإرهاق على قيامها بالتسول أو التكاسل على أداء واجبها تجاه أطفالها الصغار.
وأضافت أنها اعتمدت على نفسها واختارت طريق الكفاح والمشاقة والرزق الحلال، حتى تستطيع القيام بتربية الأطفال الصغار، بكافة مراحلهم السنية والتعليمية المختلفة وصولا بمراحل التعليم الجامعي وما قبل الجامعي أيضا.
وأشارت إلى أنها استطاعت أن تربي أولادها بشكل طيب وسليم وقيم بدون مشاكل في أخلاقهم، حتى تخرجوا من مدارسهم حتى تم زواجهم وتقلدهم أعمالهم التي يكتسبون منها أرزقهم التي يستطيعون العيش بها بشكل طيب وكريم.