الحاجة عائشة.. 15 عامًا من الكفاح لتربية أبنائها الثلاثة بعد وفاة زوجها: "قدمت في مسابقة الأم المثالية" (فيديو)

محررة "أهل مصر " مع الحاجة عائشة
محررة "أهل مصر " مع الحاجة عائشة

'أخفى عني مرضه لسنوات طويلة، وكأنه كان يؤهلني لأن أتقبل الحياة بدونه، فقال لي اجمدي يا عائشة أنا دعوت لك أن يعينك الله من بعدي على تربية أبنائنا الثلاثة، ربنا يقويكي ويكرمك'، هكذا روت الحاجة عائشة السيد محمد التي تبلغ من العمر 68 عاما، لـ'أهل مصر' حديثها الأخيرة مع زوجها.

وتحدثت عائشة عن قصة كفاحها في تربية ثلاثة أطفال بعد وفاة زوجها، فقالت: 'زوجي المرحوم مجدي البربري، كان يعمل مديرا لكلية الدراسات الإسلامية ببورسعيد، وأنا كنت معلمة جغرافيا بمدرسة 6 أكتوبر الثانوية للبنات، وانتدبت للعمل في المملكة العربية السعودية (إعارة)، وسافر زوجي معي، وكانت طبيعة عملي هناك في 'التوجيه' وكان بالنسبة لي عملا جديدا لم أكن مدربة عليه، ولكن أخذ زوجي يعلمني إلى أن نجحت نجاحا كبيرا وأشاد الجميع بأدائي الوظيفي، بل تركت بصمة كبيرة هناك بداية من المرحلة الابتدائية ونهاية بالثانوية، وقالوا لي 'أنت صورة مشرفة لمصر'، وطلبوا مني مد سنوات الإعارة'.

الحاجة عائشة : قدمت فى مسابقة الام المثالية تكريما لزوجىالحاجة عائشة : قدمت فى مسابقة الام المثالية تكريما لزوجى

وأضافت الحاجة عائشة: 'مرت السنوات وأنجبنا 3 أبناء، كانت المعيشة صعبة في بداية الأمر إلا أنني كنت أستطيع تدبير راتبي على راتبه ولا نحتاج لأحد، كنت دائما فخورة بأنني زوجة لهذا الرجل الذي يحفظ كتاب الله 'القرآن الكريم'، والذي غرس وبث في نفوس أبنائنا الثلاثة القيم والمبادىء الدينية السامية'.

وتابعت: 'كان زوجي أول رجل يتولى منصب كلية للبنات 'كلية الدراسات الإسلامية'، وقالت عنه الراحلة العظيمة الدكتورة عبلة الكحلاوي 'لن آمن أن يتولى مديرا لكلية البنات سواك لأنك رجلا على دين وخلق'، فهو أول من طالب بمدينة جامعية للفتيات الملتحقات بكلية الدراسات الإسلامية، وظل يتابع إلى أن تم إنشائها بالفعل، وظل زوجي يعاني من مرض الكنسر على مدار 6 سنوات، وهو يخفي عني مرضه، وعندما ينتابني شعور بأنه مريض كان يخبرني أنه شيء بسيط، وتوفي زوجي منذ 14 عاما، تاركا لي آرثا كبيرا كان لابد أن أكبره 'ثلاثة أطفال'، في سن خطير 'مرحلة التشكيل' و أوصاني قبل وفاته، وقال لي 'أنتي هتقدري تكملي من بعدي'، كلماته وضعت أحلامه أمامي وكان لابد أن أحققها فكان يحلم بأن يكون أبنائه 'مهندسين'.

الام و زوجها و ابنائها الثلاثةالام و زوجها و ابنائها الثلاثة

واستكملت الحاجة عائشة حديثها: 'كنت أذهب إلى عملي وأراعي الله فيه، فلم أعطي درسا خصوصيا لأحد بل كنت أساعد الطالبات في كل وقت دون مقابل، وأعتبر أن المقابل يجزيني الله خيرا في أبنائي، وعندما أصبحت موجه عام دراسات اجتماعية'.

تكريم الحاجة عائشة من التربية و التعليمتكريم الحاجة عائشة من التربية و التعليم

واستطردت: 'مرت الأيام وكلما كبر أبنائي كلما زادت المسؤولية فكان لابد أن أفكر في دخل يعينني بالإضافة إلى مرتبي ومعاش زوجي،

قمت بعمل 'جمعيات وقروض واشتريت سيارة أجرة تاكسي'، حتى أستطع أن أحقق حلم زوجي الغالي، وبالفعل مرت الأيام ولم تكن سهلة ولا سريعة، وتحقق حلم زوجي ورغبة أبنائي، حتى أصبح ابنى الكبير محمد يبلغ من العمر 31 عاما بكالوريوس هندسة تخصص كهرباء، وأحمد 29 عاما بكالوريوس تجارة، ومحمود 27 عاما بكالوريوس هندسة 'مدني'، و تزوج اثنين من أبنائىيو ما زال محمود معي لم يتزوج.

محررة اهل مصر مع الحاجة عائشةمحررة اهل مصر مع الحاجة عائشة

واختتمت الحاجة عائشة حديثها: 'تقدمت لمسابقة الأم المثالية التي أعلنت عنها وزارة التضامن الاجتماعي، وقلت لو حصلت عليها ستكون مفاجأة لأبنائي، وأردت أن أكلل مشواري معهم بهدية، ولكن ليس لي بل لهم ولزوجي الذي يستحق التكريم بعد وفاته'.

WhatsApp
Telegram