على مسافة تبعد عن محافظة بورسعيد بحوالي 15 كم، تعيش 'أم كمال' بإحدى عمارات قرية المناصرة في الغرب، تكافح من أجل أسرتها الصغيرة، وتقضي في تنظيف 'سجاد' أهالي المنطة والمناطق المحيطة بها، من أجل 'لقمة عيش'.
'أُكافح من أجل توفير الدواء لزوجي، فهو مريض و يعاني من حساسية الصدر'، بهذه الكلمات بدأت 'رضا العربي' الشهيرة بـ'أم كمال' صاحبة الـ 42 عامًا، سرد قصتها لـ'أهل مصر'، والتي تحتاج هي الأخرى إلى عناية ورعاية صحية، كما تحتاج إلى من يُطبطب عليها يوميًا 'عناية نفسية' خلال رحلة كفاحها ومعافرتها مع الزمن من أجل أسرتها الصغيرة المكونة من زوجها وأولادها الإثنين.
وأضافت 'أم كمال': 'زوجي أُصيب بحساسية الصدر منذ أكثر من 10 سنوات، وهو كان أُرزقي على باب الله، وكان يسعى من أجل توفير لقمة العيش لنا ولم يبخل علينا بشيء أنا و أولادى الاثنين، ابني الكبير عمره 17 عاما وابنتي فى الصف الثالث الإعدادي وكل منهما له احتياجاته'.
السيدة 'أم كمال' أثناء عملها
وتابعت: 'عندما مرض زوجي وكان طريح الفراش منذ عشرة سنوات، فكرت كثيرا ماذا أفعل، هل انتظر أن تحيطني الديون؟ هل أعافر مع الزمن؟ ولكني أخترت في الأخير وأنا أعافر بما تحمله تلك الكلمة من معنى من أجل أبنائي وزوجي، مرتبة صغيرة على الأرض تحتوينا وأربعة جدران تحمينا، أفضل بكثير من الشارع، ورأس مالي قليل وبسيط 'جردل ومساحة و رشة' هم مصدر رزقي'.
وتابعت: 'مصدر رزقي هو صحتي مع المعافرة والتحدي وعدم الاستسلام لليأس، وبعد فترة أصبت بحساسية صدر مثل زوجي نتيجة غسيل السجاد نتيجة المطهرات التي استعملها لعملية التنظيف 'الكلور والصابون السائل وغيرهما'، ومع ذلك أستمر في العمل من أجل 'لقمة العيش'.
السيدة 'أم كمال' أثناء عملها
واستطردت 'أم كمال': 'ذهبت لأعمل في أحد مصانع الاستثمار ولكني لم أستطيع الاستمرار في العمل لأنه أثر بشكل سلبي على صحتي، خاصة أنه كان مصنعا للملابس الجاهزة فكان غبار الأقمشة يؤثر على صدري بصورة كبيرة وعدت إلى منزلي، أنظر إلى حالي وحال زوجي وأبنائي، فتدفعتني العزيمة من أجل الاستمرار في الكفاح، فعدت لتنظيف وغسل السجاد والبطاطين، العمل مش عيب لكن مد الأيد هو العيب الحقيقي'.
'أم كمال' سيدة مكافحة ببورسعيد
واختتمت 'أم كمال' حديثها قائلة: 'لم أشعر بحلاوة اللقمة إلا بالتعب والأهم أنني لم أمد يدي لأحد حتى لو كانت حصيلة تعبي 10 جنيهات، الأهم أني لم أحتاج سوى الستر وربنا يعني ويرزقني ويقويني'.