أصدرت مكتبة الإسكندرية العدد 43 من مجلة ذاكرة مصر، وهي مجلة ربع سنوية، وخصص لموضوعات تتصل بنهر النيل الحضارة والحياة.
ويُعد العدد إطلالة مهمة لمن يريد أن يتفاعل مع نهر النيل جغرافيًا، وتاريخيًا، وثقافيًا، حيث يشمل موضوعات تتصل بجغرافيا النيل، والمعاهدات التي نظمت توزيع المياه بين الدول التي يمضي في أعماقها، واحتفالات المصريين به على مر التاريخ، وما قاله الرحالة الأجانب، وما تكشفه المخطوطات عن عظمة النيل، والمشروعات الكبرى التي أقيمت للإفادة من مياه النيل، والأغاني والأفلام والرسوم التي أبدعها المصريون احتفاءً، وتقديرًا، وحبًا وعشقًا في النيل الخالد، فضلاً عن تناول كبار المثقفين للنيل ولاسيما الراحلين جمال حمدان ورشدي سعيد، ويتسم العدد بالتنوع في المقالات، والصور، وتجليات التفاعل مع نهر النيل.
في افتتاحية العدد يقول الدكتور مصطفى الفقي؛ مدير مكتبة الإسكندرية، إن تاريخ مصر ارتبط منذ القدم بالنهر الخالد الذي أصبح جزءًا من هوية الكنانة، وتسللت الأشعار والأذكار تغازل النيل في كل المناسبات حتى أصبح شعارًا يسبق الأهرامات ذاتها، ويطفو على السطح دائمًا للتعبير عن تماسك الشعب المصري على ضفاف النهر في الصعيد والدلتا.
وأضاف الفقي: إن كنا نواجه في السنوات الأخيرة صراعًا عند منابع النهر، ومحاولات خبيثة للتأثير في شخصية مصر، ودورها الإنساني من خلال التحكم الجائر في المياه بالمخالفة الصريحة لقوانين الأنهار، وبالخروج عن طبيعة النهر ومجراه، فإننا نزداد ارتباطًا بالنهر العظيم، وتمسكًا بحقوقنا المائية في كل الأحوال، لأن المياه هي الحياة، والنهر منحة من الإله!
جدير بالذكر أن المكتبة سبق أن أصدرت عددًا من الأعداد المتميزة من المجلة على مدار العام الماضي ولاسيما العدد الخاص بمئوية الملك فاروق، والعدد الخاص بالأوبئة في حياة المصريين على مدار العصور.