مصير مجهول.. توريط الأمهات في "الزواج بالدين" لإسعاد أبنائهن ظاهرة تجتاح المنيا

انتشار ظاهرة توريط الأمهات في "الزواج بالدين" بالمنيا
انتشار ظاهرة توريط الأمهات في "الزواج بالدين" بالمنيا

لم يجدن الأمهات سبيلا آخر لسعادة أبنائهن وإتمام مراسم زواج أبنائهن سوي بتكبد المبالغ المالية والاقتراض من هذا وذاك من أجل إسعاد الأبناء، الأمر الذي يضع عددا كبيرا من الأمهات في أزمة مواجهة السجن حال عدم تسديد المبالغ المالية التي أنفقت من أجل رسم الابتسامة على شفاه أبنائهن.

ومع ارتفاع أسعار الذهب تتكبد كثير من السيدات إنفاق الكثير من المبالغ المالية لمساعدة أبنائهن الشباب لشراء الشبكة وإنهاء تشطيبات شقة الزوجية للارتباط بالفتاة التي يرغب بالزواج منها وتكوين أسرة صغيرة، وشراء جهاز الفتيات اللواتي أقترب موعد زفافهن من أجهزة منزلية ومفروشات تصل إلى آلاف الجنيهات، ليبدأن الأمهات في الاقتراض من بعض الأقارب تارة وعادة ما يكون الاقتراض من شقيقات الأمهات وتارة أخرى الاقتراض من بعض الأشخاص أو مؤسسات الاقتراض.

ففي سبيل تجسيد البسمة على شفاه أبنائهن، وقعن عدد كبير من السيدات في مأزق زواج الدين بعد أن وقّعن على عدد من إيصالات الأمانة والشيكات بدون رصيد، ليضعهن في مواجهة السجن دون حصن خاصة عقب تراكم المديونيات عليهم بمحافظة المنيا.

تقول هالة عبد الرحمن، إنني منذ ثلاث سنوات رغب ابني الأكبر في الزواج من فتاة من ذات المنطقة ووافق أهل الفتاة على الخطبة لكن بشرط تقديم شبكة باهظة الثمن تتعدى الـ 50 ألف جنيه، ولكون ابني يريد هذه الفتاة طلبت من والده مساعدته في شراء الشبكة لكنه رفض وطلب من نجلنا الاعتماد على نفسه، لكني سرعان ما وجدت الحسرة تلاحق نجلي، لذا لجأت لاقتراض مبلغ من المال من أحد المواطنين الذي يقرض الأهالي بشكل معتادـ وبالفعل تمت مراسم الخطبة، وخطب نجلي الفتاة التي يحبها.

وأضافت، بدأت أسدد في المبلغ ولكوني لا أعمل لم أجد سبيلا لتسديد المبلغ كاملا رغم أنني قمت ببيع جميع ما أملك من الطيور بالمنزل لكن ليس لدي سبيل لبيع شيء آخر لتسديد ديوني، لافتة إلي أنني لجأت للاقتراض من إحدى الجمعيات لتسديد ما علي من ديون للشخص الذي اقترضت منه المبلغ، وسوف أبدأ في تسديد الدين الجديد من الشهر القادم.

فيما تقول نادية عبد الكريم: "ابنتي تقدم لها شاب للزواج وتم تحديد موعد الزفاف لكنني لم أقدر على شراء جميع مستلزمات الجهاز بمفردي فقمت بالاقتراض من شقيقاتي، وبالفعل قمت بشراء جزء بسيط من جهاز العروس لابنتي بمبلغ وصل إلى نحو 13 ألف جنيه، لكنها أيضا لم تكف لشراء جميع ما ترغب به ابنتي ولكوني منفصلة عن والدها لم يساعدني قط في شراء الجهاز".

وأضافت: "بدأت ابنتي تستشعر أنني لم أتمكن من شراء جميع مستلزماتها للزواج كبنات خالاتها فطلبت مني فسخ الخطبة لكنني رفضت، وبدأت أقترض من جميع الجيران حتي وصل المبلغ المتراكم علي إلى 70 ألف جنيه لم أسدد منها جنيها واحدا حتى الآن، ونصحني البعض بالتوجه إلي إحدي مؤسسات الاقتراض للحصول على قرض وتسديد ديوني لكنني وإن فعلت ذلك فمن أين أسدد لمؤسسة القروض القرض الذي سوف أحصل عليه وأخشى مطالبة الجيران بتسديد ما علي من ديون وإن لم أقم بالتسديد سوف أواجه السجن".

من جانبها تقول مروة إسماعيل: "تراكمت علي الديون ولم يعد في استطاعتي تسديدها بعد أن تخطت حاجز الـ 40 الف جنيه ومازلت أقوم بتسديدها منذ خمس سنوات وحتي الآن".

وأضافت، أن جميع الديون المتراكمة قمت اقتراضها من أقاربي وجيراني كي أتمم زواج أبنائي حيث أن زوجي قام بدفع جزء بسيط لكلا منهما ووقع نجلي الكبير في مأزق إنهاء تشطيبات شقته، فقمت باقتراض 15 ألف جنيه تارة من الأقارب وتارة أخري من الجيران، وعقب مرور عامين من زواج نجلي تمت خطبة ابنتي فبدأت أبحث عن من يقرضني كي أقوم بشراء الأجهزة الكهربائية وأدوات المطبخ كجهاز ابنة عمتها وقررت أن أقترض 25 ألف جنيه من إحدى الجمعيات على عام ونصف العام ومازلت تحاصرني الديون حتى الآن، لكنني كنت أعلم جيدا أنني سوف أدفع ثمن سعادة أبنائي وإن لم يتذكروا ذلك في حياتي يتذكرونه بعد مماتي.

WhatsApp
Telegram