رؤى زكريا محمد بحيري، أحد النماذج الناجحة من ذو الاحتياجات الخاصة، رحلته في عالم الكمبيوتر والإنترنت، جالسا على كرسي متحرك، مقيم بقرية داخل مركز ومدينة إدفو بمحافظة أسوان، إعاقته كانت طوق النجاة بالنسبة له وأصبح من أشهر النماذج داخل القرية في عالم الكمبيوتر والجميع يلجأ اليه من طلاب ورجال وسيدات.
وأضاف بحيري، في تصريحات خاصة لـ'أهل مصر'، أنه يعمل في مجال الكمبيوتر والإنترنت، ويقدم خدمات تكافل وكرامة وشغل المدارس والأبحاث على متصفح الورد، بجانب ماكينة فوري يساعد المواطنين بالقرية الكائن بها من دفع فواتير الكهرباء والمياه والرصيد وغيرها من الخدمات المتوفرة داخل ماكينة فوري، مشيرًا إلى أنه متزوج ولديه طفلان، مطالبًا من توفير كرسي متحرك.
واستكمل: 'لم تكن إعاقتي السبب في منعي عن تقديم الخير، حيث اؤمن بأن الإعاقة ليست حمل ولكنها هدية من الله يجب الرضا بها والإيمان بقضاء الله.. فهدايا الله ليست نقمة بل نعمة'، مضيفًا أن الله ابتلاه بالإعاقة وحفظ القرآن الكريم، ولكنه سعيد رغم ذلك، ويوجه رسالته إلى كل الأطفال داخل قريته.
وتابع بحيري: 'واجهت مشاكل عديدة بسبب إعاقتي، من أهمها عندما أتوجه إلى المصالح الحكومية لا يوجد خدمات متوفرة لذوى الاحتياجات الخاصة، حيث يجب مراعاة العاجزين وكبار السن لعدم قدراتهم على التحرك.. وذهبت إلى فرع اتصالات في المدينة، ولم أتوجه بالكرسي وكنت جالسا في السيارة، وطلبت من المرافق لدي بالدخول إلى الفرع وتوفير الخط وسأقوم بالإمضاء داخل السيارة بسبب عدم قدرتي على الحركة.. أنا بدون يدين وأرجل.. والموظف رفض وطالب بتوجهي بشكل مباشر، وعندما وضحت له الأمر أني غير قادر على الحركة أيضا رفض.. وذلك بحجة أنه ينفذ التعليمات، ورجعت بالتواصل مع خدمة العملاء لتوضيح الأمر وكان نفس المضمون'.
وأردف: 'كيف أتوجه وأنا معدوم الحركة.. أين الاستثناءات لأصحاب الحالات الخاصة.. فلا يوجد مصعد داخل المصالح الحكومية يساعدني على الحركة.. وانتظر من يرأف بحالي ويحملني على يديه حتى أصل لموظف المصلحة الذي لا يرى سوى التعليمات.. أرجو تسهيل الأمر لنا ولكبار السن، فأنا لا امتلك دخل غير معاش والدي الذي اقتسمه مع والدتي.. وفي بعض الأحيان اتوجه لاستخلاص الأوراق'، مؤكدا من عدم حصوله معاش تكافل وكرامة.
وناشد: 'جميع المواطنين من ذوي الاحتياجات الخاصة، بالرضا بقضاء الله وقدره، لأن الإعاقة سبب من نجاة عن الأفعال والسلوك الغير صحيح، ويجب أن نحمد الله ونشكره، ويجب أن نكون إيجابيين، قائلا: 'ربنا بيكرمنا بالإعاقة عشان يريحنا في الآخرة.. أحمدوا ربنا وأبدعوا وحققوا أحلامكم وطموحاتكم'.
وجه رسالة للمواطنين: 'انظروا إلى ذوي الاحتياجات الخاصة بنظرة جيدة، فنحن مثلكم لم ننتظر عطف أو فلوس من أحد، محتاجيين الطبطبة والنظرة إلينا بشكل أفضل من ذلك، مشيرًا إلى أن التصرفات التي يتعرض لها في المصالح الحكومية تسبب إيذاء نفسي له.