للصورة وجهين فى بورسعيد، وتحديدا مع الأماكن ذات الشهرة فى عالم العشوائيات التى جثمت على صدر المدينة لأكثر من ثلاثة عقود؛ لتنتصر فى النهاية حملة التغيير التي أنهت عصر العشوائيات تماما سواء فى مجال الإسكان والأسواق؛ لتعود درة المدن المصرية فى جمال مبانيها وشوارعها، ولتحويل الصورة من التشوه البصري في البؤر العشوائية الى جعلها نفسها مناطق الجمال التى تخطف الأبصار لهذا التحول قصة وتخطيط.
حيث تشهد محافظة بورسعيد حاليا طفرة كبرى فى مجال الاستثمار السياحي، والذى بات واضحا من المشروعات السياحية العملاقة والكيانات الاستثمارية التى قامت غرب بورسعيد، هناك ثلاث مشروعات سياحية تعتبر واجهة مشرفة لمحافظة بورسعيد من جهة الغرب ، وهم' بورتوسعيد، تاون داون ، تاور باى'.
وهذه المشروعات تمثل انجازا حقيقيا كونها ساهمت فى تغيير خريطة بورسعيد ، ويكتسب مشروع داون تاون أهمية كبيرة بعد أن كانت تلك المنطقة واحدة من أكبر البؤر والمناطق العشوائية الأكثر خطورة (عزبة أبو عوف )، والتى تقع على مساحة 15 ألف فدان والآن يتم تحويلها إلى مجتمعات سياحية وعمرانية وسكنية شبه متكاملة، والتى وفرت العديد من فرص العمل لأبناء المحافظة ودعمت القطاع السياحى بما يتماشى مع خطوات المحافظة الثابتة نحو الارتقاء بالسياحة فى بورسعيد والعمل على عودة ازدهارها.
وفى سباق مع الزمن وقبل مرور عام ونصف على بدء العمل، كانت المرحلة الأولى من المنتجع قد انتهى العمل فيها وشتان ما بين صورة العشش وصورة التحول إلى بقعة ساحرة، لوحدات إسكان وسياحة بين أحضان المناطق الخضراء وخلفيتها شمالا البحر المتوسط وجنوبا بحيرة المنزلة ليواكب المنتجع حركة التنمية السياحية الشاملة التي تشهدها المحافظة بعد أن تحول شاطئ غرب بورسعيد القريب من المنتجع السكني الى منتجعات سياحية.
ويقول إبراهيم ناصر أحد مواطنى بورسعيد، أنه أسكن أمام منطقة أبوعوف وبالفعل تحولت إلى منطقة سياحية جاذبة؛ بعد أن كانت تسبب لنا رعبا نتيجة وجود البلطجية والخارجين عن القانون بها و كانوا من خارج المدينة يأتوا للاختفاء بها وكنت أخشى على أبنائي و خروجهم ليلا و نهارا أيضا من هؤلاء البلطجية.
وتباع: 'بل كنا نخشى من عمليات السرقة التى تتم كل يوم للمنازل المجاورة لنا، وأثناء خروجنا كنا 'بنجنزر' الأبواب والشبابيك ونخشى على أي متعلقات 'ذهبية أو مبالغ مالية ' موجودة فى المنزل.
عقبت ولاء حسن: 'الحمد لله الذي جعلنا نعيش الآن فى أمن وآمان بعد ن كانت بؤرة عزبة أبو عوف تهددنا وتجعل المنطقة التى نعيش فيها من أسوأ المناطق بل كنا نخشى أن نقول أين نسكن على الرغم من أننا نبعد عدد من الكيلو مترات عن تلك البؤرة إلا أنها كانت 'مخيفة'، ولم اكن اتوقع ان تصبح منطقة سياحية، وهذا جعل العمارات المواجهة لها تزداد أسعار وحداتها السكنية بعكس الفترات الماضية المواطن كان يخشى أن يسكن فى تلك الأماكن وخاصة منطقة خالد ابن الوليد بحى الزهور و المواجهة مباشرة للعزبة.
بينما يرى على فاروق، أنه كان من الأفضل أن يتم بناء تلك المنطقة للشباب الذين تم بناء الوحدات السكنية التي قدموا لها فى خارج المدينة 'بشرق بورسعيد' وهى منطقة بعيدة، وكان يتم العكس بناء تلك المنتجعات السياحية خارج بورسعيد، كما حدث فى قرية الديبة التي أصبح بها واحدة من أجمل المنتجعات السياحية 'بورتوسعيد'، فالاستثمارات ننميها بمناطق بعيدة لأن بورسعيد مساحتها صغيرة جدا واستغلالها داخليا لابد وـن يكون لصالح المواطن و ليس المستثمر.
و من جانبه اكد اللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد بالفعل ، أن مشكلة تراكم العشش العشوائية فى عدة مناطق للمحافظة أمر صعب وسلبياته عديدة ولم يكن أمرا التخلص منها سهل خاصة بعد أن وصل العدد لهذه العشش إلى أكثر عدد كبير، وبدأت عمليات التخلص من العشش فى المناطق الأكثر كثافة، وكانت على رأسها منطقة زرزارة وكان الخيار المتاح فى تغيير صورة العشش المقامة فى المناطق الشعبية هو استبدالها بعمارات سكنية حديثة توفر حياة آدمية للمواطنين وهذه المرحلة انتهت منذ عدة سنوات.
وأضاف المحافظ، أنه المتبقى من العشش فى الاعوام الاربعة الاخيرة كانت متواجدة فى منطقة عزبة أبو عوف، وكانت تضم أكثر من ٦ آلاف عشة وثلاث مناطق اخرى قريبة منها فى مواقع متميزة من المدينة.
وأصدر الرئيس عبد الفتاح السيسى قراره بإنهاء مشكلة العشش تماما فى بورسعيد، لتكون أول محافظة فى مصر خالية من العشوائيات وتم بالفعل القضاء على المشكلة تماما فى منتصف العام الماضى ولكن بفكر مختلف بحيث لا نهدر القيمة المكانية للمناطق السياحية والمتميزة التى كانت مشغولة بالعشش وكانت البداية من منطقة عزبة أبوعوف التى تقع على مساحة ١٥ ألف فدان تقريبا فى بقعة ساحرة على بعد عشرات الأمتار فقط تفصلها عن البحر المتوسط شمالا ومثلها عن بحيرة المنزلة جنوبا ويمكن رؤية البحر والبحيرة بالعين المجردة من قلب المنطقة وكان القرار بتحويل الى العزبة الى منتجع سياحى وسكنى يضم من الاماكن الترفيهية والخدمية مايجعلها سياحية واقتصادية توفر فرص عمل ومنطقة جذب سياحى للمحافظة.
واختتم محافظ بورسعيد، بأن فكرة التغيير من النمط العشوائي لبورسعيد إلى النمط السياحى والجمالى، كان الهدف منها هو تعظيم الاستغلال الأمثل لموقع المدينة بشكل والمناطق السياحية فيها بشكل خاص بعد أن أهدرت قيمتها لسنوات طويلة أمام غول العشوائيات.