شابان شقيقان أقباط ينشران البهجة والسعادة في شوارع أسوان، بتصنيع الفوانيس وبيع مصاحف القرآن الكريم، ويشاركون في تعليق فوانيس رمضان والزينة في الشوارع، رافعن شعار'لا فرق بين مسلم ومسيحي، ومصر طول عمرها كنيسة جنب جامع، الدين لله ورمضان للجميع'.
يروي الشاب روي كيرلس راجي، قبطي يبلغ من العمر 21 عامًا، طالب بكلية الفنون التطبيقية بجامعة حلوان، كواليس رحلته في عالم تصنيع فوانيس رمضان، أنه منذ عامين قام بتصنيع جميع الأشكال وشارك في الأجواء الرمضانية بشكل كبير، وترافقه شقيقته في التصنيع وبيع الفوانيس والمصاحف.
وأضاف راجي، في تصريحات خاصة لـ'أهل مصر'، أن رحلته في عالم الخشب بدأت منذ 6 سنين وكان لديه 19 عامًا في تلك الفترة، موضحًا أنه يفضل عمل الآركت ويستمتع بها، خاصة عمل الديكورات والأعمال الخشبية التي تتضمن صورًا وأشكالًا مميزة، وسرعان ما تطور الأمر بعد ذلك بعد دخوله كلية الفنون التطبيقة بجامعة حلوان، مما ساعده أكثر في الإبداع والتميز.
وأوضح: أنه منذ صغره يفضل عمل الآركت، ووالده ساعده كثيرا في التعلم وكيفية استخدام الأدوات الآلية من منشار وغيرها، موضحا أانه لا أحد في أفراد أسرته يعمل في مجال النجارة، ولكن والده وجده لديهم هواية كبيرة في ذلك العمل، مما ساعده في بداية مشواره وقررا أنه يفتتح ورشة مصغرة يعمل بداخلها'.
وأردف أنه منذ عامين جاء له صديق مسلم، وطلب منه تصنيع فانوس، كان لا يعلم كيفية تصنيعه ولكن إصراره وعزيمته جعلوه أقوى من ذلك الاستسلام، وبدأ في شراء فانوس و تفكيكه، حتى يتعلم تصنيعه من جديد، و استغرق 4 أيام متواصلة في تنفيذه، حتى تمكن وبدأ بالفعل من عمل فانوس جديد، وكانت بداية.
وتابع أنه بدا بعد ذلك بجمع أشكال الفوانيس ومعرفة التراث الرمضاني القديم، لأنه قام بجوالات عديدة داخل الأسواق لم يجد فوانيس تعبر عن رمضان وجميع الأشكال المعروضة مستحدثة، وكان يعمل فوانيس يدوية ويعرضها على أصدقائه المسلمين، بهدف إذا ظهرت أخطاء سيتم تعديلها بشكل سريع، وحتى يعمل على نشر أشكال التراث القديم بهدف عدم اندثارها'.
فوانيس وأعمال الشاب كيرلس بمدينة أسوان
واستكمل أنه كان يستغرق أسبوعا أو أكثر في تصميم الفوانيس، و تنفيذها على مدار 4 أيام، وبدأ في العمل اليدوي لفترات طويلة، وبعد جمع الأموال تمكن من شراء ماكينة ليرز تساعده في تصنيع الفوانيس بشكل أسرع وفي أقل وقت ممكن، ولفت أن الفانوس يستغرق ما بين 3 : 10 دقائق في طباعته، بينما يتراوح سعر الفانوس من 15 جنيه حتى 200جنيها، على حسب الأحجام والإمكانيات المتوفرة بداخله'.
فوانيس وأعمال الشاب كيرلس بمدينة أسوان
وأشار إلى أنه يقوم بشراء لوح الخشب من الصين أو إندونيسيا، لأنهم يتميز ن بالأعمال الخشبية، وأيضا بعض الأحيان يقوم بتوفيرها من خلال مكاتب الاستيراد المصرية، موضحًا أن شقيقته تقوم بمساعدته في الطباعة والتقطيع وتشغيل ماكينة الليزر، قائلا: 'أصبح مشروعنا المصغر يساهم في قضاء احتياجاتنا، دون اللجوء إلى أسرتنا في تغطية مصاريفنا '.
فوانيس وأعمال الشاب كيرلس بمدينة أسوان
ولفت أنه كل عام يقوم بتصنيع فوانيس خلاف تصميمات الأعوام السابقة، ويقوم بتجهيز الفوانيس قبل رمضان بشهرين، وأنه تميز هذا العام بتصنيع فانوس 'بوكس'، به باب ويتم وضع شيكولاتة وطباعة الصور الخاصة، و تكلفته 120 جنيهًا، موضحًا أن الأسعار الخاصة به تختلف عن الأسواق، حيث يتم توفير الإضاءات والغناء بنفس تكلفة السعر'.
فوانيس وأعمال الشاب كيرلس بمدينة أسوان
فوانيس وأعمال الشاب كيرلس بمدينة أسوان
فوانيس وأعمال الشاب كيرلس بمدينة أسوان
واختتمت حديثه:' أن لا يوجد فرق بين مسلم ومسيحي، ورغم كافة الهجمات التي يتعرض إليها بسبب صناعة الفوانيس وبائعة المصاحف لكنه يستمر ويرد على تلك الهجومات بصناعة الفوانيس وبيعها، كلنا بنفرح بشهر رمضان، وانا وشقيقتي ننتظر تلك الشهر كل عام، ونقضي مع اصدقائنا المسلمين، ونعلق الزينة ونفطر مع بعض ونقوم باهداء اصدقائنا الفوانيس'.
فوانيس وأعمال الشاب كيرلس بمدينة أسوان
فوانيس وأعمال الشاب كيرلس بمدينة أسوان
فوانيس وأعمال الشاب كيرلس بمدينة أسوان
فوانيس وأعمال الشاب كيرلس بمدينة أسوان
فوانيس وأعمال الشاب كيرلس بمدينة أسوان
ونوه أنه يوجد إقبال كبير هذا العام خلاف الأعوام الماضية، وأن فيروس كورونا لن يؤثر على الشراء، موضحًا أن العملاء يتابعوه ويقوموا بشراء الفوانيس عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أو الواتس اب، بجانب توافدهم إلى معرضه المصغر الكائن وسط مدينة أسوان'.
وأوضح أن أسرته القبطية تستمتع بشهر رمضان أكثر من الأرباح، لأنها ترسم بهجة وسرور وفرحة للمسلمين، عندما تقدم لهم الأعمال التي يقوم بتصنيعها بمساعدة شقيقته وبها صور وإضاءة تتسبب في فرحة الأطفال والكبار، قائلا: 'ده تشجيع إننا نستكمل في صناعة وإبداع فوانيس ومصاحف رمضان'.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
