30 شهرا مرت على افتتاح الرئيس عبدالفتاح السيسي، لقناطر أسيوط الجديدة التي تم بنائه بأكتاف وعرق المصريين لتضيء صعيد مصر؛ ولتحسن من حالة الرى، ففى 6 سنوات تسابقت أيادي العمال لتبني إنجازا عملاقا في قطاعي الري والكهرباء؛ لتنمية محافظات الصعيد وإقامة المشروعات التي تخدم الزراعة والرى لتحقيق التنمية المستدامة بها.
وجاءت نقطة الانطلاق فى 2008 بدراسات الجدوى لمشروع قناطر أسيوط الجديدة، ووضع حجر أساس عام 2012 على نهر النيل خلف القناطر الحالية، وعام 2017 تم تحويل مجرى النيل الرئيسي للمرة الثالثة وإعادته لطبيعته مرة أخرى، فالمرة الأولى كانت أثناء بناء السد العالي والثانية بإنشاء قناطر نجع حمادي.
وتم تمويل المشروع عن طريق اتجاهين الأول؛ باستثمارات محلية من خلال بنك الاستثمار القومي بمبلغ قدره مليار و144 مليون جنيه، والاتجاه الثاني تعاون بين الحكومتين المصرية والألمانية بقرض 296 مليون يورو؛ لتغطية أعمال المشروع، وقرض بقيمة 14.8 مليون يورو من حصة وزارة الري من اتفاقية مبادلة الديون بين الحكومتين المصرية والألمانية؛ فضلًا عن منحة قدرها 2.3 مليون يورو للدراسات البيئية.
وعق عجز وتهالك قناطر أسيوط القديمة التي أنشأت منذ 115 عامًا أصبحت لا تستطيع مواجهة احتياجات الدولة الحالية، لذلك تم التفكير في إنشاء قناطر أسيوط الجديدة لتبدأ الأعمال المدنية والهيدروميكانيكية وأعمال هدم واستقطاع جزء من قناطر أسيوط القديمة و أعمال قطع وإزالة السد الدائري والحفر لأعمال الحمايات بالقاع خلف القناطر الجديدة، وأعمال التركيبات الخاصة برصيف رسو السفن بالبر الأيمن بالخلف والأمام؛ إضافة إلى رفع بوابات القناطر القديمة وإزالة البغال من منسوب (84- 94) وحتى منسوب (45.00) وصب الخرسانة المسلحة للوصلة بين الأهوسة الملاحية الجديدة والقناطر القديمة وصب نفق الكابلات على محور (1) ونهو أعمال الخرسانة المسلحة بأسقف المبنى الإداري، وأعمال المباني بالأدوار المختلفة ونهو الأعمال لبوابات الأهوسة بالأمام والخلف وبوابات الأنفاق وأنظمة تأمين السفن، بالإضافة إلى إنهاء جميع الاختبارات الجافة لجميع البوابات والملحقات، والانتهاء من عمل اختبارات التشغيل لحاجز السفن للهويس وعمل الاختبارات النهائية لحاجز السفن بالهويس وعمل اختبارات الضغط للأوناش القنطرية بالأهوسة الملاحية ويتم العمل بنظام 'SCADA '؛ لربط منظومة التحكم الخاصة بالأهوسة والمفيضات بالمبنى الإداري.
وتساهم القناطر الجديدة فى تحسين حالة الرى فى مساحة مليون و650 ألف فدان، فى 5 محافظات، هى أسيوط، والمنيا، وبنى سويف، والفيوم، والجيزة، بما يعادل نحو %20 من المساحة المنزرعة بمحافظات الجمهورية، وتضم القناطر هويسين ملاحيين على أعلى مستوى تقنى ومحطة كهرباء تنتج نحو 32 ميجاوات، بقيمة 100 مليون جنيه سنويًا.
والجدير بالذكر يرجع إنشاء القناطر القديمة إلى عام 1898، وتم الانتهاء منها ودخولها الخدمة فعليًا في عام 1902، وقد بدأ ظهور مشكلات بين عامى 1992 – 1993 في 'فروشات' و'بغال' قناطر أسيوط القديمة؛ وذلك يعد أمرا طبيعيًا نظرًا لأن الخامات التي تم استخدامها لإنشائها في حينها كانت عبارة عن 'الحجارة' و'الدبش' ولم يكن يُعرف وقت بنائها استخدام حديد التسليح.
وبدأ تنفيذ أعمال صيانة للقناطر القديمة لتحسين كفاءتها وإعادة تأهيلها في عام 1938؛ لزيادة قوة تحمل اندفاع المياه ومع الوقت استلزم الأمر تجديد عدد من القناطر مثل إسنا ونجع حمادي بين عام 1990 وحتى عام 2008 ويذكر أن القناطر القديمة تبعد عن الجديدة نحو 400 متر وتتكون من 111 فتحة كل فتحة عرضها 5 أمتار ويوجد بين كل فتحة والأخرى حائط رئيسي بعرض مترين ومن أعمال التطوير الحديثة تم تدعيم القنطرة بتوسيع الكوبري من 5 أمتار إلى 8 أمتار وهو الوضع الحالي كما تم تكسير 20 فتحة من القناطر القديمة من إجمالي 111 فتحة للسماح بعمل مسار ملاحي جديد شرق النيل وستبقى القناطر القديمة كأثر بالمحافظة.