اعلان

أول سيدة «سايس» في البحيرة: بكسب 30 جنيه في اليوم وهتشرد أنا وعيالي

محررة "أهل مصر" مع أول امرأة سايس في البحيرة
محررة "أهل مصر" مع أول امرأة سايس في البحيرة

ترتدي جلبابا أسود، وتقف في أحد شوارع مدينة دمنهور، تحمل بيدها إشارة تساعدها على اصطفاف السيارت، إذا يتصبب العرق من جبينها وتدفعه يداها عن وجهها بنفس راضية مبتسمة، متحدية شبح القيل والقال والعادات والتقاليد لتبرهن مقولة على 'ست بـ 100 راجل'، إذ تشارك الرجال عملهم لتصبح أول امرأة تعمل سايس سيارات بالبحيرة فلا حيلة لها سوى ذلك العمل الذي دفعتها إليه ظروفها المعيشية.

'معرفتش اشتغل حاجة غير سايس علشان سني كبير'، عبارة تحمل في طياتها قلة الحيلة، نطقها 'أمل السيد' عند لقاء 'أهل مصر' معها، وقالت إنها حاولت مرارا العمل بمهن أخرى إلا أن جميعها باءت بالفشل.

'شالني كتير في حياتي وجه الوقت اللي أنا أشيله'، بنظرات ممتلئة بالحب والتضحية تابعت' أمل' حديثها عن زوجها الذي عانى كثيرا من أجلهم، مشيرة إلى أنه حان دورها بعد مرضه، لتواصل رعاية أسرته.

حكاية اول إمرأة سايس في البحيرة

وقالت إن هناك العديد من المواطنين يدعموها في عملها كونها دُفعت لذلك من أجل تربية أطفالها، قائلة: 'بشتغل بشرف وعمري ما عملت حاجة حرام ولا مديت إيدي لحد شغلي مش مهين دا دليل على شرفي، باخد جنيه أو اتنين وأوقات مفيش ودخلي اليومي 30 جنيهًا'.

حكاية اول إمرأة سايس في البحيرة

وتابعت أول امرأة سايس في البحيرة، بنظرات يملأها الحزن، أنها تتعرض للعديد من المضايقات والتنمر من بعض ملاك السيارات قائلة: 'هما والزمن عليا حرام عليهم'، مشيرة إلى أن لا سبيل لها سوى السكوت حتى تستمر في عملها وتدبر دخلا ماديا لأولادها.

'كنت محرجة في أول شغلي وبعيط'، واصلت أمل حديثها بهذه العبارات بتعبيرات وجه يائسة، مشيرة إلى أنها بدأت عملها كسايس سيارات بعد عرض الأهالي عليها، حيث ذكرت أنهم أقنعوها بذلك لتواصل تربية أطفالها.

حكاية اول إمرأة سايس في البحيرة

وأضافت أنها اضطرت إلى العمل جراء مرض زوجها، والذي أصيب بانسداد في شرايين القلب، مشيرة إلى أن لديها 3 أطفال جميعهم بالدراسة، وأصبحت هي عائل الأسرة الوحيد.

وعن معيشتها ذكرت 'السايس'، أن دخلها اليومي لا يكفي لحاجة أطفالها من مأكل وملبس، قائلة: 'حتى في رمضان بنفطر حاجة بسيطة سواء فول أو غيره مفيش فلوس تكفي'، مضيفة أنها تقطن شقة بالإيجار القديم وحان وقت تركها.

حكاية اول إمرأة سايس في البحيرة

حكاية اول إمرأة سايس في البحيرة

'هتشرد أنا وعيالي أعمل أي واشتغل ايه تاني أكتر من كدا' جملة قالتها أمل ودموعها تتسابق على وجهها، حيث أشارت إلى أن بذلت قصارى جهدها في العمل والسعي للحفاظ على أطفالها من التشرد، ولكنها عاجزة عن توفير مسكن آخر لهم عقب رحيلهم من مسكنهم الحالي.

وناشدت 'أمل'، محافظ البحيرة في مساندتها كونها سيدة تعمل سايس وتعول أسرتها قائلة: 'ياريت يساعدوني اطلع ورق بشكل رسمي علشان أقدر أقف هنا من غير ما حد يتعرضلي وأقدر أربي عيالي وأحافظ على أسرتي، عايزه حتى أوضة وصالة'.

حكاية اول إمرأة سايس في البحيرة

حكاية اول إمرأة سايس في البحيرة

حكاية اول إمرأة سايس في البحيرة

WhatsApp
Telegram