راودتها فكرة قبيل شهر رمضان بأيام قلائل، وهي إعداد وجبات للصائمين من الأسر البسيطة، المرضى والمسنين، لكنها لم تكن تملك إمكانيات مادية كافية، ولكن دفعها شغفها لخدمة البسطاء وتقديم الخير خاصة في أيام شهر رمضان المبارك، دفعها لتكوين فريق بمساعدة عمها، الذي ساعدها لتأسيس مطبخ الخير، وتوفير كافة الإمكانيات المادية وكذلك أفراد الفريق، وأصبحت الفكرة كيان حقيقي في مدينة ومركز مشتول السوق بمحافظة الشرقية، لإدخال السرور على أكثر من 350 أسرة في الأيام المباركة.
إنها 'تهاني الحمايدة' الشابة، صاحبة مبادرة المطبخ الخيري في مدينة مشتول السوق، اجتهدت لإقامة مطبخ الخير بمساعدة أهالي مدينتها، لإدخال السرور على البسطاء والفقراء، وتقول: 'كنت قبل رمضان بأيام قلائل مشغولة بفكرة إعداد وجبات للصائمين، خاصة مع منع إقامة موائد رحمان خلال شهر رمضان منذ بداية أزمة كورونا، متابعة: 'كان الحل الأمثل هو إعداد وجبات وتوزيعها على الأهالي المحتاجين وتوصيلها إليهم إلى منازلهم'.
وتضيف تهاني: 'لم أكن أملك كافة الإمكانيات وكنت في حاحة لمساعدات لأنني وحدي لم استطع، فكان عمي طوق النجة وخلال يومين كانت مل الأدوات والإمكانيات متوافرة، إذ هاتف عمي الكثيرين من أهل المدينة ومعارفه، وتم توفير مكان في أحد منازل أهالي المدينة بمساحة كبيرة، لافتة إلى بدء طهي الطعام في أول أيام رمضان وبالفعل تم توزيع الوجبات على المستحقين'.
وتوضح تهاني مدى سعادتها بتعاون أهل المدينة للدرجة التي جعلت مطبخهم الخيري أشبه بخلية النحل الجميع فيها متعاون، إذ أقبلت عليها السيدات المسنات لتقديم الخدمة لأجل الله وإرضائه بمساعدة الفقراء، بطهيهم الطعام، فيما أقبلت بعضهن لغسل الأواني، بينما الأطفال يساهمون بفرحة عارمة، بتقديم ما يستطيعون فعله من تغليف الاطباق أو أكياس التمر والعصائر المقدمة للصائمين، وشراء الطلبات من المحلات القريبة من مطبخ الخير، لافتة إلى أن الأهالي في المدينة منذ اول يوم وهم على درجة عالية من التعاون والروح المحبة لفعل الخير، إذ أن الجميع يتبرع على مدار أيام رمضان بما يستطيع، من أرز، شعرية، مكرونة ولحوم، وغيرها من المواد الغذائية اللازمة'.
وتضيف: 'منذ بدأنا والجميع متعاون، إذ تبرع أحد الأهالي بعجل لذبحه، وآخر تبرع بجدي ماعز، فيما تبرع الكثيرون بلحوم ودواجن ومواد غذائة مختلفة، متابعة: 'بعد إعداد الوجبات نذهب أنا وشباب الفريق بسيارة خاصة بأحد المتبرعين لتوزيعها قبيل الإفطار ساخنة، لافتة إلى مدى سعادتها بإدخال السرور على البسطاء ومساعدتهم ولو بأقل ما يمكن، معلقة: 'دعوة مُسنّة أو شخص أدخلت عليه سرور تساوي الدنيا وما فيها'.. حسب وصفها'.
وأشارت تهاني إلى مدى سعادتها بهذا العمل الخيري العظيم الذي يحبه الله والرسول صلَّ الله عليه وسلم وهو إطعام الطعام وإفشاء السلام، مؤكدة أنها ستتابع بعد رمضان وتواصل عمل الخير من خلال المطبخ الخيري بالإمكانيات المتاحة وبما يتبرع به أهل الخير، لتوزيع وجبات ولو بشكل أسبوعي او بواقع يومين أسبوعيا على أهالي المدينة وخاصة المحتاجين، وكانت قد بدأت بتوزيع وجبات على نحو 300 أسرة ثم بالتدريج تتزايد الوجبات مع ما يقدمه المتبرعون من مواد غذائية للمطبخ يوميا'.