صناعة قدرة تدميس الفول مستمرة مع حلول شهر رمضان المبارك رغم انقراض تصنيع الأواني الألومنيوم فى مصر، ونمشى بإحدى الشوارع الجانبية بالقيسارية القديمة والأثرية بمحافظة أسيوط؛ لنروي حكاية أقدم ورشة لتصنيع قدر الفول بجميع أشكالها وأنواعها لتحكي واجهه الورشة تراث نصف قرن من الطرق على النحاس والألومنيوم بأيدى سبعيني يجلس داخل ورشته الصغيرة وحوله النحاس والمعدن يسابق الزمن؛ لتسليم طلبات زبائنه الذين أصبحوا عدد قليل جدآ.
وأعرب 'عم أحمد' من أقدم وأول صانعى قدر الفول بمحافظة أسيوط لـ'أهل مصر'، أنه فخور بهذه المهنة التى ورثها عن أجداده وعمل بها منذ أن كان في عمر 15 سنة، ويعمل جاهداً للحفاظ على هذه الصنعة التي تعتبر فن من الدق والنقش، مشيرا إلى أن أهم ما يميز شكلها التطريق والتنعيم والتلميع والتقفيل حيث يحتاج لمسات فنان وليست قوة فقط مما جعل يتردد على شرائها أصحاب المحلات القادمون من أماكن بعيدة بالمحافظة ثقةً فى صنعته.
وأضاف: 'يتزايد الإقبال عليها قبل حلول شهر رمضان بأسابيع قليلة منذ أول شعبان، والشغل بالطلب القليل وتختلف المقاسات من قِدَر الفول «النحاس والألمونيوم» بعضها يصنعها بنفسه، وأخرى يتولى إصلاحها حسب طلبات أصحاب المحلات، وقدرة الفول تراث لا يمكن أن ينقرض باعتبار الفول الوجبة الأساسية والشعبية للمصرى ويقول إن أسعار القدر مختلفة على حسب الحجم والمقاس'.
وأشار إلى أنه يعمل أيضا فى تشكيل الأهِلة التى توضع أعلى المآذن والفوّاحات النحاسية الكبيرة التى توضع فى المناسبات، معلقا: 'مهما السنوات مضت لا يقف السن أمام عملى ومهنتى التى تربيت عليها وأموت وأنا بعمل بها'.