حزن دفين خيم على محافظة كفر الشيخ هذا الأسبوع، حيث شهد مقتل زهرتين لم تبلغا من العمر العقد الأول، لتستيقظ المحافظة على خبر موتهما بشكل مأساوي، فالأولى قتلها جشع رجل ستيني طمع في قرطها الذهبي، والأخرى ذُهلت الأسماع مما حدث لها بعد اعتراف أمها بخنقها، حزن شديد تسببت فيه هاتين الحادثتين لأبناء كفر الشيخ تخلله حكم أثلج الصدور بإعدام قتلة طفل ثالث من أبناء المحافظة كان قد لقي حتفه أكتوبر الماضي.
ملك خنقتها والدتها ثم خرجت لتحضر الإفطار
'ملك، ع، ص' طفلة تبلغ من العمر 4 أعوام، استيقظت محافظة كفر الشيخ يوم السبت الماضي، على خبر وفاتها، والمؤسف في الأمر أن الوفاة لم تكن عادية، إذ كان قاتل الطفلة والدتها التي أقدمت على خنقها.
قرية رزق جاويش التابعة لمركز ومدينة سيدي سالم كانت شاهدة على هذه الحادثة، حيث أقدمت أم في العشرين من عمرها على قتل طفلتها ملك، والتي كان لـ 'أهل مصر' لقاء مع أسرتها تحدثوا فيه عن تفاصيل الواقعة.
وكانت أسرة الطفلة قد صرحت لـ 'أهل مصر' أنهم اكتشفوا وفاة الطفلة بعدها بقرابة الساعتين؛ وذلك لأن أم الطفلة أخفت عنهم وجود الطفلة بالمنزل وأخبرتهم أنها ببيت جدتها، ليكتشفوا بعد ذلك أنها قامت بخنق الطفلة ب حزام عباية، وعند مواجهتها بعد اكتشاف الأمر اكتفت بالصمت، وقد توجه الأهل بالطفلة بعد ذلك للمستشفى أملاً في إنقاذها، ولكن تم إخبارهم أن الطفلة قد فارقت الحياة، ليتهم بعدها والد الطفلة زوجته بأنها من قامت بخنق طفلته.
وكانت الأم قد اعترفت أمام النيابة بقتل ابنتها عن طريق خنقها، مبررة ذلك بأنها تعاني من حالة نفسية سيئة بعد وفاة طفلتها مكة البالغة من العمر 12 يوماً منذ قرابة الشهر، وقد أمرت نيابة سيدي سالم بحبس الأم 4 أيام على ذمة التحقيق مع مراعاة التجديد في الميعاد، وعرضها على خبراء من الطب النفسي بمستشفى الأمراض النفسية للكشف على قواها العقلية.
الطفلة روضة.. ضحية الطمع في قرطها الذهبي
حادثة أخرى شهدتها محافظة كفر الشيخ قبل ساعات معدودة من مقتل الطفلة ملك، حيث عُثر على جثة الطفلة روضة، الطالبة في الصف الثاني الابتدائي، والتي كان قد تم الإبلاغ عن اختفائها منذ يوم التاسع من مايو الجاري، ليتم العثور على جثتها في إحدى الترع بعد 12 يوماً من اختفائها.
حادثتين كان العامل المشترك بينهما الخنق ولكنهما وقعا في مكانين مختلفين، حيث وقعت حادثة الطفلة روضة في قرية العباسية التابعة لمركز الرياض، وكانت هذه الحادثة قد بدأت بتوجه الطفلة روضة، صاحبة الثماني سنوات، إلى درسها الخصوصي بقريتها، وعند عودتها من الدرس لمنزلها، طلب منها رجل تجاوز الستين من عمره يعمل سائق توكتوك، أن تدله على أحد الأماكن بالقرية، لتستقل معه الطفلة المركبة بحسن نية.
سرقة الحلق الذهبي وخنق الطفلة كانت النية المبيتة للمتهم، حيث قام بخنق الطفلة ورمى جثتها في الماء حتى لا ينكشف أمره، ودفع اختفاء الطفلة أهلها إلى تقديم بلاغ لمركز الرياض يفيد بتغيب ابنتهم 'روضة. ح. ع'، عن المنزل منذ يوم التاسع من مايو.
وكشفت جهود البحث الجنائي بعد ذلك عن الفاعل الذي أظهرت كاميرات المراقبة الطفلة روضة وهي تستقل المركبة معه، وبتحديد هويته والقبض عليه، اعترف المتهم بجريمته أمام النيابة، إذ أقر بأنه اختطف الطفلة ليقتلها ويسرق قرطها الذهبي، حيث قام بخنقها ووضعها بكيس بلاستيك، ثم ألقاها بعد ذلك في مياه بحر ميت يزيد، إلا أنه بالتوجه للمكان الذي أدلى به المتهم، لم يتم العثور على جثة الطفلة، ليستمر البحث بعدها حتى عُثر على الجثة في إحدى الترع التابعة لمركز كفر الشيخ، وقد أمرت النيابة بعد ذلك بحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات.
الطفل عبد الرحمن وحكم الإعدام على قتلته..
عبد الرحمن فاروق 12 عاماً، طفل آخر من أبناء المحافظة كان قد قُتل شهر أكتوبر الماضي، إلا أن قصته قد عادت للأذهان ثانية هذا الأسبوع، بعد أن صدر حكم بالإعدام شنقاً على قاتليه.
وبدأت هذه الحادثة ببلاغ في شهر أكتوبر الماضي يفيد باختفاء الطفل عبد الرحمن فاروق، ابن قرية إيشان التابعة لمركز بيلا، ليتبين بعد ذلك أنه قُتل على يد عامل وسائق توكتوك، حيث تبين من التحقيقات أنهما قاما باختطاف الطفل، وتكبيله، وإلقائه حياً في المياه، ليهربا بعد ذلك ويتركا الطفل في المياه حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، ولكنهما لم يكتفيا بذلك بل قاما بالاتصال بأهله لطلب فدية قدرها نصف مليون جنيهاً.
يُذكر أن الدائرة الرابعة بمحكمة جنايات كفر الشيخ قد أصدرت حكماً بالإعدام شنقاً على مرتكبي الواقعة يوم الإثنين الماضي، ليُسدل بذلك الستار عن هذه القضية.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
