مهارة وخفة يد في تشكيل قطع الطين، ويخرج منها أشكالا رائعة تصبح 'زير الفخار' والذي يُعد 'ثلاجة الغلابة'، هكذا يصنع علاء أحمد ربيع، أحد صناع زير الفخار في محافظة الفيوم، وتحديدًا بقرية النزلة، والذي أجرت 'أهل مصر' معايشة معه لرحلة صناعة زير الفخار وهي مصدر دخل 'الغلابة' وتكافح من أجل البقاء، بدأ حديثه قائلا: إن لمساته وضرباته تبدو عشوائية لكنها محسوبة، تتحرك يديه المغطاة بالطمي والرماد وثياب ملطخة بالطين المعجون.
وأضاف أن تشكيل 'الزير' عبارة عن طين 'طمي' ورماد فرن الطمي يأتي من البحر والجرار ينقلها لنا ونبدأ بخمرها ونضيف عليها الرماد وهو بقايا البوص والخشب أو النشارة التبن نحللها على الطمي وبعدها نخلطهم ببعض ونجهزها ونشكّل منها الزير و'البربخ' لمصافي الأرض الزراعية وأواني للحمام والطيور و'كانون' الشاي.
وتابع: 'أما عملية تصنيع 'الزير' نفسها فتقوم على'مجموعه مراحل عباره عن 5 قطع أول مرحلة هي القُمع (قاعدة) الزير، نبدأ في تصنيعها يوم وتترك في الشمس وننتظر حتى تتماسك وتكون جامدة، وثاني يوم نبدأ في المرحلة الثانية باستخدام خيط مخصوص للفخار نمسك به الطمي حتى يتم تشكيله وعقب ذلك يستمر في تشكيل باقي الزير من مرحلة 'التفتيحه' وهناك مرحلتين بعدها تسمى 'تئبيبة أولى' و'تئبيبة ثانية'، وتليهم مرحلة وهي نهاية الزير تسمى 'حنك الزير'.
وواصل أنه عقب انتهاء المراحل الخمس ينقله إلى مكان معرض للشمس، وفي فصل الشتاء فيتركه 10 أيام لانخفاض درجة الحرارة، وفي الصيف يتركه 5 أيام ثم تأتي مرحلة رصه داخل الفرن ويغلق الفرن وتستمر عملية الحرق داخل الفرن تقريبا 24 ساعة.
وأوضح أن سعر الزير الواحد يتراوح من 10 إلى 15 جنيهًا على حسب حجمه، وكمية الأكسجين الموجودة في مياه (الزير الفخار) تزيد عن تلك المياه المحفوظة في الثلاجة الكهربائية أو أي أوعية أخرى غير فخارية.