حاربها الكثيرون وحاولوا إحباطها، ولكنها لم تستمع لهم، تتولى مسئولية طفليها ووالدها ووالدتها المريضة، أصرت أن تثبت نفسها فى مجال أخبرها الكثيرون أنه لا يناسبها لكونها امرأة صغيرة فى السن، والدتها أكثر من تطمئنها وتشجعها فى هذه المهنة، وكل حلمها أن تمتلك مكاناً يمكنها بيع وتوزيع منتجاتها من خلاله.
رشا عادل، ابنة كفر الشيخ، وأصغر تاجرة عسل نحل بالمحافظة، برعت فى مهنة التجارة فأخبرها البعض أنه يمكنها البدء فى مجال عسل النحل، وامتلكت منحلاً خاصاً بها فى محافظة المنيا، أحبت مهنتها كثيراً وعملت على أن يكون منتجها ذا جودة عالية ثم بدأت فى تسويقه بعدها.
وقالت 'رشا عادل' لـ 'أهل مصر': 'أبلغ من العمر ٣٣ عاماً، وحاصلة على دبلوم صناعى، ووجدت أننى بارعة فى مهنة التجارة وأنها أفضل من العمل لدى الآخرين، فدلنى أحدهم على العمل بمجال تجارة عسل النحل، وبدأت بالعمل فى منتجات وزارة الزراعة، ثم أصبح لى منحلاً خاصاً بمحافظة المنيا وبدأت أسوق لمنتجى بعدها'.
وأضافت: 'أنا أم لطفلين وأتحمل جميع مسئولياتهم إضافة إلى والدى ووالدتى مريضة قصور الكلى، وليس لى أى معاش، وأنا أعتمد حالياً فى تسويق منتجى على الإنترنت، ولكن ذلك لا يغطى احتياجاتنا، وتقدمت قبل ذلك للحصول على 'كشك' حتى أتمكن من بيع وتوزيع منتجاتى من خلاله، ولكنهم أخبرونى أننى أحتاج لتأشيرة من أحد النواب، ولم أستطع الوصول لأحد منهم، كل اللى أنا محتاجاه مكان أقدر أتاجر وأبيع منتجاتى من خلاله، مش عايزة مساعدة مادية من حد'.
واستطردت قائلة: 'عملت كثيراً على منتجى ليكون ذا جودة عالية واستطعت أن أثبت نفسى بهذا المجال، والكثيرون حاولوا احباطى وأخبرونى أن هذه المهنة تناسب الرجال، وأنه لا يمكننى العمل بها لصغر سنى إضافة إلى كونى لم أرث هذه المهنة عن عائلتى، وقالوا لى تجارة العسل بتحتاج ناس كبيرة ووارثة المهنة عن أهلها، وأنها بهدلة ومحتاجة مجهود كبير'.
وتابعت: 'أمى أكثر شخص شجعنى لأكمل فى هذه المهنة، وكانت تطمئننى أن البضاعة التى أشتريها سيتم بيعها، 'كانت بتقول لى توكلى على الله وهاتى البضاعة وهتتسوق وتُفرج'، وأضافت بالقول: عندما أسافر للمنحل الخاص بى فى المنيا لمتابعة عملى، تأتى أختى للبقاء مع أمى وأطفالى يوم سفرى، وأتابع أخبارهم عن طريق الهاتف، وأنا أتابع عملى وشحن المنتجات وغيره بمفردى'.
وقالت 'رشا' إنها واجهت الكثير من المشاكل والصعوبات بمشوارها حيث قابلت الكثير من المحبطين والمنافسين الذين حاربوها كثيرا إذ حاولوا كثيرا منعها من تسويق منتجاتها على الإنترنت من خلال حظرها من كثير من الصفحات على فيسبوك، ولكنها أوضحت أنه رغم محاولة الكثيرين محاربتها إلا أن الكثيرين دعموها.
وتابعت: لدى كل المنتجات عسل النحل وهى ذات جودة عالية، وأسعارى فى المتداول فعسل القطفة الأولى ب٦٠ جنيهاً، والعسل الصحراوي ب ٢٥٠ جنيهاً، وأضافت: تعهدت أننى طوال حياتى لن أجعل أى مريض سرطان يدفع أموالاً مقابل المنتج الذى يشتريه منى إضافة إلى التوصيل المجانى للمنتج، 'مهما كان مكانه بعيد المنتج والشحن بيكون مجانى'.
وقالت إنها تحلم بأن تكون أكبر تاجرة وموزعة عسل نحل بجمهورية مصر العربية وأن يكون لها اسماً لامعاً فى المجال، وطالبت 'رشا' محافظ كفر الشيخ بأن يساعدها فى أن يكون لها مكان خاص بها يمكنها المتاجرة وتوزيع منتجاتها من خلاله؛ لأنها لا تستطيع التواصل مع نواب من المحافظة ليساعدوها فى الحصول على كشك من خلال تأشيرة من أحدهم على طلبها.
وأضافت أنها تعيش الآن فى الشقة السكنية الخاصة بوالدها ووالدتها، وأنها تقدمت للحصول على شقة سكنية من شقق الإسكان المطروحة بالمحافظة، ولكن لم تأتى لها لجنة بحث رغم أن الكثيرون حدث معهم عكس ذلك، وأنها عندما تواصلت مع موظفين المساحة أخبروها أن البحث يكون حسب الأولوية، ورغم أنها عدلت الملف الخاص بها لتذكر أنها مطلقة لم يحدث شىء أيضاً، وأوضحت أنها ما زالت تعيش هى وطفليها مع والدها ووالدتها بهذه الشقة السكنية ضيقة المساحة.