ظهرت في الآونة الأخيرة عادات وتقاليع جديدة ابتكرها عدد من المنفصلين بعد خوض تجربة الزواج واتخاذ قرار الطلاق ليقوم كل طرف بإقامة حفلات الطلاق التي يصر البعض على تسجيلها عبر صور فوتوغرافية تحاكي تلك اللحظات من الانتصار والخروج عن حياة زوجية معقدة.
وعلى الرغم من انتشار ظاهرة حفلات الطلاق في الحفلات الصغيرة وعلى مواقع التواصل الاجتماعي إلا أن عددًا كبيرًا ينتقد تلك الحفلات، خاصة حفلات طلاق التورتة التي ظهرت بشكل كبير خلال الخمس سنوات الأخيرة.
قالت هدي فتحي، إن شقيقتي طُلقت من زوجها بعد زواج دام 3 سنوات، وذلك عقب معاناة وذل شقيقتها طيلة هذه الفترة لتعرضها للضرب والإهانة، ونجحت بالفعل في الحصول على الطلاق رغم أن طليقها كان يرفض الطلاق، عقب تنازلها عن القائمة.
وأضافت، عقب حصول شقيقتي على الطلاق من محكمة الأسرة، قررت شقيقتي إقامة حفل صغير يضم صديقاتها وصديقاتي واحتفلنا جميعا بطلاقها لتبدأ في العيش بحياة هادئة كتلك التي كانت تعيشها قبل الزواج.
من جانبها، قالت وردة خميس، إنني أشجع تلك الاحتفالات عقب الحصول على الطلاق لكونها ترفع الروح المعنوية، لافتة إلى أنني لم أتمكن من إقامة حفل طلاقي بسبب العادات التي نلتزم بها في الصعيد فالبعض يرى أن الطلاق هو وصمة عار على المطلقة وأسرتها.
وأوضحت، أن المُلفت في الفترة الأخيرة قيام الرجال بتقليد النساء في إقامة حفلات الطلاق وشراء تورتة له بحضور أصدقائه وهو بمثابة أمر مضحك للغاية، حيث أن الزوجة تحتفل بعد انقاذها من زوج حطم حياتها لكن كيف لرجل أن يحتفل هل كانت العصمة في يد زوجته أم في يده؟
وقال محمد راضي، إن ما يحدث من احتفالات الطلاق والتورتة التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي في الفترة الأخيرة وانتشرت بعدد محدود حتى الآن بمحافظة المنيا يضع الحياة الزوجية في دائرة الخطر ويضع تحذيرات لمن يرغبون في الزواج في التراجع عن تلك الخطوة التي أحلها المولي تبارك وتعالي في حين يحتفل الرجال والنساء بأبغض الحلال عند الله وهو الطلاق.
وطالب بضرورة مواجهة تلك الظاهرة من قبل المؤسسات الدينية وعلماء النفس والمجالس القومية للمرأة خشية أن تنتشر تلك الظاهرة أكثر من ذلك ويفوق انتشارها أكثر من احتفالات الزواج.
من جانبه، قال الشيخ سلامة عبد الرازق، وكيل وزارة الأوقاف في محافظة المنيا، إنه من المؤسف بين دعاة التخريب والتدمير واللا أخلاقية وعدم التربية الدينية وعدم مراعاة شعور المجتمع أن نرى مثل هذه الاحتفالات للمطلقين من السيدات والرجال.
وأضاف وكيل وزارة الأوقاف بالمنيا، في تصريحات خاصة لـ'أهل مصر'، أننا في السابق كنا نبكي على حدوث الطلاق ورغم ذلك تدور دوائر الصلح وتنتهي بالصلح بين الطرفين، مشيرًا إلى أننا في هذه الآونة وصل الطلاق لنسب كبيرة للغاية، بل يحتفل المطلق أو المطلقة بوقوع الطلاق وهذه مصيبة وجريمة يهتز لها عرش الرحمن لكونها من ضمن الجرائم اللا أخلاقية.
ووجه وكيل وزارة الأوقاف، رسالة لمن يحتفلون بالطلاق، قائلا: 'إذا ابتليتم فاستتروا.. ولا تشيعوا هذه الخيبة على الملأ'.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
