'تعلمت من والدى الموظف البسيط، الكثير، ولكن أهم شيء هو كيف أستر بيتى ولا أحتاج لمخلوق وبأقل الإمكانيات، كما غرس فى صفات كثيرة لم أدركها إلا بعد وفاته'.
هكذا بدأت عبير مبارك، ابنة محافظة بورسعيد، صاحبة الـ 48 عاما، تسرد لـ'أهل مصر' تفاصيل قصتها، وكيف تبدع تحفا فنية بتكاليف قليلة ومن مخرجات الطبيعة، متابعة:
وقالت عبير: 'تزوجت وأنجبت طفلين، وكانت ظروف زوجي صعبة جدا والحال على الأدّ، ومرت الأيام بستر ربنا ومساعدة والدتى، من خلال معاش والدي، إلى أن أصبح أولادى شبابا فى الجامعة، ثم توفيت والدتى منذ عامين فكانت اكبر صدمة فى حياتى.
وتابعت: 'تذكرت ما كان يقوم به والدى وأنا طفلة، ثم فتاة فقد كان يصنع من الفسيخ شربات ليزين منزلنا، حيث يأتى بمشمع الأرض ويقوم بلزقه في السقف ويعمل منه ديكورا ويعمل تابلوهات بالجبس ويزين الجدران، وامتاز بموهبة جميلة وهى تدوير الأشياء القديمة وتحويلها إلى قطع فنية رائعة، جعل من بيتنا البسيط المتواضع جنة، وذات مرة أحضر كرسي يتم فتحه وغلقه وعمل به جزامة، وقسم طارة كاوتش عجلة وعمل بها قاطوع في الأنتريه ببوابتين على شكل دائرة'.
وأضافت عبير: 'عندما كبرت وجدت نفسى أعشق الرسم وأحب العمل بيدى وأصبح لدى نظرة جمالية، وكانت نفسى تراودنى بأشياء ولكن الإمكانيات المادية لا تسمح، فاستغللت الصدف والقواقع فى تزيين المرايات وابتكرت أفكارا بسيطة وبمبالغ زهيدة وصنعت الشلال المائى الذى يباع فى المحلات بمبالغ كبيرة تتعدى الـ 1000 جنيه ولكن لم يكلفنى الكثير، حتى المرايات التى تباع بمبلغ 200 جنيها لا تكلفنى أكثر من ثمن المرايا والصمغ وأزينها بالقواقع والأصداف، والحمد لله أصبحت أورد شغلى للمحلات وربنا بيكرمنى لأننى لم أطمع فى المكسب المرتفع، و طورت من شغلى وأصبحت أشتغل بالأقمشة الشعر وأقوم بصناعة نماذج الخرفان فى عيد الأضحى وميداليات ولعب الأطفال وفوانيس رمضان والمسحراتى وبائع الياميش القلل وعربة الفول'.
واستطردت عبير: 'الحمد لله أول مرة أمسك فلوس، ولأول مره فى حياتى أصبح لدي رصيد فى البنك وكل ذلك بسبب دعوة والدتى لى بالستر، وكانت وفاة أمى الشرارة التى أخرجت المهارات التى ورثتها عن أبى الذي كان قدوتى والحمد لله سترت بيتى وأولادى'.
واستكملت: 'قام أصدقائى بعمل صفحة على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك لعرض منتجاتى وبالفعل كانت تلك الصفحة هى المعرض الخاص بى وأقبل الزبائن على الشراء لأننى أبيع بأسعار رخيصة عكس المحلات تماما'.